لم يسبق أبدا أن اهتمت النساء بكرة القدم مثلما حدث في الأيام الأخيرة، المرأة المعروفة بانزعاجها من الكرة المستديرة ومن هوس الرجال بها خاصة اذا تعلق الأمر بالزوج الذي عادة ما يهمل زوجته وأولاده من اجل مباراة في كرة القدم، أصبحت هي أول من يتابع ويتطرق لجديد أخبار الخضر. في كل مكان: السوق، الحافلة، المكتب، الشارع، عند الطبيب، وحتى عند الحلاقة...لاحديث الا عن مباراة الجزائر- مصر، وعن الأجواء السائدة هنا بالجزائر وبالسودان وبما حدث في القاهرة...بل أنها أكثر من ذلك أصبحت أول من يشتري الجريدة. ففي واقع الأمر كان من النادر جدا أن نشاهد فتيات ونساء في الشارع يمسكن جريدة ويتصفحن أخبارها...أما في الفترة الأخيرة فإن الأمور تغيرت وأصبحت الجريدة من أهم مقتنيات المرأة الجزائرية التي ارتدت هي الأخرى ألوان العلم وزينت به شعرها وخمارها ورقبتها ويديها....مساندة لأول مرة إخوانها الرجال في معركة الكرة المستديرة. النساء الجزائريات تخلين ولو لمدة أيام عن عاداتهن المألوفة لاسيما متابعة المسلسلات التي كانت تشكل محور اختلاف بينهن وبين الرجال...وانضممن في سابقة لم نعهدها من قبل الى صف الرجال تضامنا مع فريق شاب أصبح أفراده في قلوب النساء أجمل وأحلى من مهند ويحيى. الاستنكار لما حدث لأنصارنا في القاهرة من "حقرة".... ولما قيل عن الجزائر من طرف بعض أشباه الإعلاميين...ودعوات الخير لرفاق صايفي في مواجهة السودان....أهم مايميز أحاديث النسوة عشية المباراة الفاصلة...والإجماع هو أن النصر سيكون حليفنا بإذن الله في كل الأحوال...لأن الجزائر لن تكسب مقابلة فقط، بل ستكسب وطنا اكتشف الجزائريون كلهم مجددا كم هو جميل وكم هو كبير بأبنائه وبناته...وماندعو إليه هنا أن يبقى العلم الجزائري مرفوعا في كل بيت وعزيزا في كل قلب مهما كانت النتيجة...لأن الجزائر ستخرج رابحة في الأخير...هي قناعتي التي ترسخت وأنا أرى طفلة في عامها الثاني لم تتعلم النطق بعد تطلب من أبيها بإشارة من يدها الناعمة أن يعطيها علم الجزائر الذي تركه في السيارة...والأكيد أن الطفلة لم تتسلم العلم فقط بل تسلمت المشعل...وهذا هو الأهم.