يعاني سكان قرى بلدية معاتقة الواقعة على بعد حوالي 21 كلم جنوب ولاية تيزي وزو، من جملة نقائص، في مقدمة المشاكل التي يتخبط فيها السكان منذ سنوات، افتقارهم إلى مفرغة عمومية، وأمام الشكاوى المتهاطلة على المسؤولين المحليين جراء تراكم النفايات هنا وهناك، مشوهة بذلك النسيج العمراني للمنطقة، قرروا رفع مطالب السكان إلى مديرية البيئة لتيزي وزو التي برمجت معاتقة، من بين المناطق التي ستحظى بمفرغة عمومية ما بين البلديات، والتي يتم إنجازها على قطعة أرضية واقعة بين بلديتي سوق الإثنين ومعاتقة. غير أن المشروع لقي معارضة من طرف أصحاب الأراضي، ففيما يتنقل السكان يوميا إلى البلدية لمطالبة رئيس المجلس الشعبي البلدي بالتدخل، تجد البلدية نفسها مكبلة اليدين وغير قادرة على إيجاد حل، بسبب المعارضة الشديدة التي تعرقل تحقيق الهدف المرجو منذ مدة طويلة، لتبقى شوارع وأحياء، وكذا قرى معاتقة، تعاني من تكدس القمامات في كل زاوية. وحسب ما أكده رئيس البلدية زعلوك بوسعد ل"المساء"، فإن البلدية مستعدة لإنجاز مشروع مفرغة ما بين البلديات بغية تخليص المدينة والقرى التابعة لها من مشكلة النفايات، غير أنه صرح أن العراقيل التي تصادفها البلدية وقفت أمام العديد من المشاريع التنموية التي حظيت بها المنطقة، حيث دعا في العديد من المرات المواطنين، إلى الوعي بأهمية إنجاز المشروع الذي يعود بالفائدة على الكل، لا سيما ما من شأنه أن يضمن حماية البيئة من جهة وصحتهم وصحة أبنائهم الصغار من جهة أخرى، خاصة منهم الذين يعانون من أمراض، لكن ذلك لم تترتب عنه أية نتيجة. وتبعا لما أوضحه السيد زعلوك، فإن البلدية تضطر إلى الاستعانة بالبلديات المجاورة لرمي فضلاتها، حيث كانت في الماضي تنقلها إلى بلدية ذراع بن خدة، غير أن رئيسها قرر مؤخرا توقيف استقبال نفايات معاتقة، لتجد بذلك البلدية نفسها في ورطة أدخلت كل من المحيط وسلامة السكان في خطر، وأمام الوضع المتدني للمدينة استنجدت بلدية معاتقة ببلدية بوغني التي سمحت لها بنقل شاحنة واحدة كل يوم، حيث قرر مسؤولو معاتقة تكفل الشاحنة بنقل نفايات المدارس. وفي سياق متصل عبر المسؤولون عن استيائهم، باعتبار أن تلك الشاحنة لا يمكنها نقل كل نفايات المدارس التي تحويها المنطقة، وما تبقى منها إضافة إلى الفضلات الأخرى، يتم حرقها بالمدينة، وضع مقلق ومحير ولابد من التحرك قبل فوات الأوان، يؤكد المسؤولون. وأضاف نفس المسؤول أنه تم مؤخرا اختيار قطعة أرضية لإنجاز مركز ردم النفايات واقعة بالقرب من غابة امجوض، غير أن مديرية محافظة الغابات عارضت الفكرة، ذلك أن المركز سيقضي على الغطاء النباتي للمنطقة. كما انه يشكل خطرا على الغابة، ليتم فيما بعد اقتراح قطعة أرضية أخرى واقعة بالمكان المسمى محطة معاتقة والتي لقيت هي الأخرى معارضة من طرف مديرية الري، بحكم وجود واد بالقرب من المكان، وخوفا من تلوثه أبدت معارضتها للاختيار لتنفد بذلك كل الحلول المقترحة. وطالب السيد زعلوك بصفته المسؤول الأول عن البلدية عبر طريق الجريدة، لجان القرى، بالتعاون معهم لإيجاد حل للمشكلة التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم، حيث أكدوا أن الحل مرهون بمدى تعاون وتضافر جهود الجميع، ذلك أن مسألة حماية البيئة والمحيط وضمان سلامة السكان مسؤولية الجميع والكل معني بها، لذلك ناشد رئيس بلدية معاتقة سكان القرى ال 45 التي تحويها المنطقة مساعدتها على إيجاد أرضية لاستقبال أي مشروع من شأنه أن يضع حدا لمشكلة القمامات، حيث أبدى استعداد المجلس الشعبي البلدي لشراء أي مكان أو قطعة أرضية لإنجاز مركز ردم النفايات، الذي من جهة يحل المشكلة ومن جهة أخرى يوفر عدة مناصب شغل لأبنائهم.