لا تزال البرامج السكنية بين البلديات وصندوق التوفير والاحتياط تراوح مكانها، وتصنع معاناة العائلات والمستفيدين بولاية الجزائر، على غرار سكان حي 286 مسكن بحي المنظر الجميل ببلدية القبة الذي يعود تاريخ الإعلان عنه والشروع في إنجازه إلى 1989، غير أن الأشغال لم تنته إلى يومنا هذا أمام تنكر سلطات بلدية القبة لالتزاماتها بإتمام إنجاز البناءات والتهيئة الخارجية للأحياء التي ظلت في شكل ورشات بناء مفتوحة. ويعد مشروع 286 بالمنظر الجميل، واحدا من آلاف المشاريع السكنية التي تنتظر فقط إتمام أشغالها لاستقبال العائلات التي طالما انتظرت ومازالت تنتظر ذلك اليوم الموعود عبر كامل التراب الوطني، وهي مشاريع في الغالب تنتظر التفاتة المعنيين بالأمر وإشارتهم لإتمامها، في إشارة إلى البلديات التي أوكلت لها مهمة إتمام أشغال الإنجاز بعد ان أنهى صندوق التوفير والاحتياط الشطر الخاص به. وطرح المستفيدون من مشروع 286 مسكن بالقبة والذين تكتلوا في جمعية "الأمل" للدفاع واسترجاع حقوقهم، عدة تساؤلات عن الجدوى من لجوء البلدية وتحمسها لإنجاز مشاريع سكنية جديدة بينما القديمة منها لم يتم إنجازها بعد وهي في سنتها العشرين، في حين كان من المقرر ان تتم أشغال الإنجاز في حدود ال 36 شهرا مع بداية 1990، على أن تسلم المفاتيح بداية مارس 1993لتتوقف لعدة أسباب أهمها غياب المتابعة والتنسيق بين مختلف شركاء البلدية، وكذا الغياب شبه الكلي للبلدية، باعتبارها صاحبة المشروع، إلى جانب غياب التخطيط والدعم المالي اللازم. ويؤكد المستفيدون من المشروع، أنهم دفعوا الأقساط الخاصة بشققهم لصندوق التوفير والاحتياط منذ سنوات التسعينيات، مقابل حصولهم على عقود ملكية وسكنات صالحة لاستقبال العائلات، غير أن جزءا منهم استلم سكنات غير مكتملة نظرالعدم اكتمال العمارات التي شيدت في شكل هياكل دون اكتمال أشغال الجدران الداخلية، وكذلك عدم تركيب النوافذوالأبواب بالنسبة للشقق، في حين لم يسعف الحظ العديد منهم لاستلام مساكنهم التي ظلت في شكل قاعدة أرضية لا غير لا تصلح للسكن، ورغم ذلك فقد لجأت العديد من العائلات إلى الإقامة بها وبناء جدران بطريقة فوضوية خوفا من احتلالها من طرف غرباء. ويتساءل أعضاء جمعية الأمل عن سكوت المسؤولين أمام رؤيتهم مئات المساكن لم يتم إكمالها، والتي شرعت المصالح المعنية في بنائها منذ عشر سنوات وإلى حد اليوم لم تر النور، وفي كل مرة يتم استهلاك الأغلفة المالية لتذهب إلى جيوب أصحاب المشاريع الفاشلة وهي الوضعية التي تواجهها العديد من البلديات على غرار براقي، باب الزوار، المحمدية... حيث تحولت أطلال هذه المشاريع السكنية إلى وكر للغرباء ممارسي الرذيلة في ظل التنامي الرهيب لأكواخ القصدير. وقد أدى عدم احترام البلديات للاتفاقيات المبرمة بينها وبين الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط في إطار البرنامج السكني المشترك بين الطرفين، إلى رهن المشاريع السكنية التي تحصلت عليها ولاية الجزائر بمجموع أزيد من 2000 مسكن مقسمة على عدة بلديات، فبالرغم من أن برمجتها تعود إلى ما يفوق العشرين سنة، إلا أن هذه السكنات لم تكتمل في آجالها وعرفت وضعيات معقّدة ترتّبت عنها ديون قدّرت بالملايير. ويرى العارفون بهذا الملف، أن رفض الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط إجراء عملية إعادة تقييم للمشاريع التي واجهت كلها مشاكل مالية، أحدث أزمة في تسيير هذا الملف من طرف البلديات الفاقدة للتجربة والخبرة اللازمتين في هذا الإطار، بينما كان إخلال البلديات لبنود الاتفاق من جهة ثانية وراء حدوث نزاعات بين الطرفين.