تمر مائة سنة على إنشاء وتأسيس جامعة الجزائر التي خرجت مئات الأعلام والأقلام ليس على المستوى المحلى والإقليمي وإنما على المستوى العالمي وهذا من خلال ما أنجزته هذه الأقلام التي تخرجت منها من بحوث ودراسات في ميادين الأدب والفلسفة. الجزائر تحتفل بميلاد جامعتها المئوية بما حققته من انجازات وفتوحات علمية لو يتم جردها لأغنت الثقافة الجزائرية ألف سنة مستقبلية، لكن الشخصيات العلمية التي تخرجت من هذه الجامعة سواء في العهد الاستعماري بتعدده العرقي والثقافي والديني، أوفي عهد الجزائر المستقلة وما أنجزته من خلال أساتذة علماء أثروا الساحة الثقافية والمعرفية المتنوعة بدراساتهم وأبحاثهم ومصنفاتهم بالإضافة لما ترجموه من كتب، حيث نادر جدا ما نجد مثقفا جزائريا يشتغل على لغة واحدة، بل يتقن عدة لغات ويترجم منها وإليها ويصنع من خلالها أبحاثه ودراساته وانجازاته المتميزة والمتفوقة، فمن منا لا يذكر الدكتور حنفي بن عيسى، أبو العيد دودو، محمد مصايف، التلي بن الشيخ، عبد الله الركيبي، عبد الله شريط، أبو عمران الشيخ، محمد العربي ولد خليفة، عبد الرحمان حاج صالح، خولة طالب الإبراهيمي، وغيرهم من الأسماء التي لمعت في دنيا الأدب والفكر والفلسفة وساهمت في إعادة تأهيل الجامعة الجزائرية الوطنية. الجامعة الجزائرية فتحت مدرجاتها ليس للجزائريين فقط، بل لكل الجنسيات العربية والإفريقية والدول الشقيقة والصديقة سواء للدراسة أوللتدريس ولم تمن على أحد بل كان هدفها هو نشر العلم وتحصيله حتى ولو كان بالصين، هذا الثراء العلمي ومرور مائة سنة على تأسيس الجامعة الجزائرية هو الكفيل بالرد على بعض الغربان الناعقة التي اعتقدت أن مشيتها مستقيمة، وأن الآخرين يقلدونها في مشيها الأعرج، وكأن اللغة العربية لم تكن موجودة في الجزائر إلا بوجود هذه "الأفراخ الزغب الحواصل التي لا ماء لها ولا شجر" بينما الجزائر كانت وما زالت تشكل جسرا للثقافة العربية بعلومها وفنونها وخصائصها إلى الغرب كله من حضارتي بجاية وتلمسان حيث علمت الغرب فنون الرياضيات كما علمته فنونا أخرى يوم كانت لها جالية كبيرة بالأندلس حيث صنعت الحضارة العربية الإسلامية هناك التي تتلمذ لها الغرب كله، بل كانت مصدرة للعلماء النجباء لعواصم الخلفاء الإسلاميين كالخلافة العباسية والفاطمية والعثمانية من أمثال ابن خلدون والمقري وابن رشيق ومن علموا في جامع الأزهر واحتلوا مشيخته بعلمهم واحتلوا مناصب القضاء، بالإضافة إلى فنون الشعر كالبصيري والشاب الظريف، وبكر بن حماد، يكفي الجزائر فخرا أنها تحتفل بجامعة لها مائة سنة من العطاء.