يحتضن ميدياتيك عبان رمضان إلى غاية 27 ديسمبر الجاري، معرضا للفنانة نجاة لعبيدي، التي أرادت أن تحتفل من خلاله بذكرى أحداث 11 ديسمبر 1960...تختفي وراء ألوانها تجارب حياة، والمتمعّن في لوحاتها يدرك حكمة هادئة تعكسها المواضيع التي تناقشها في إطار فلسفي بسيط. تصورلعبيدي الطبيعة مثلا بذكاء لتبرز قوانين حياتها وتستلهم منها العبر دون أن تغفل الجانب الجمالي الذي يظهر من خلال الألوان المتناسقة والتي غالبا ما تكون صاخبة. عبر 26 لوحة حاولت الفنانة أن تروي حكايا المرأة من خلال الطبيعة، فمن خلال لوحة »المرأة التارقية« مثلا التي بدت على وجهها آثار الطبيعة القاسية، في حين بدت المرأة العاصمية مثلا ترقد على الورود والياسمين الذي يملأ بيوت البهجة القديمة، وهكذا تتوالى الوجوه كوجه المرأة الأوراسية الشامخ شموخ الجبال واستقرارها. ولم تستغن الرسامة في كل أعمالها عن عنصر الضوء، حيث فضلت أن تكون خلفية اللوحات مضيئة، علما أن كل المشاهد كانت بالنهار، مما يجعل معالم الطبيعة تتضح أكثر فتظهر الورود وزرقة الأنهار والصحراء والأشجار، وتظهر القبائلية في طريقها اليومي لجلب المياه من الغدير وهكذا.... للإشارة، هذه الفنانة تميل الى نوع »البورتريه«، فهي ترسم كل مخلوق بعينه، لا تحب الاكتظاظ واختفاء المعالم والخصوصيات، لذلك تحرص على إظهار التفاصيل سواء في الطبيعة أو عند المرأة. وأشارت هذه الفنانة في تعليقها على بعض الألوان المستخدمة، أنها فضلت الأبيض والأخضر والأحمر، باعتبارها ألوانا وطنية حملها الفريق الوطني مؤخرا ومثلها أحسن تمثيل. جانب التاريخ كان حاضرا من خلال عرض بعض صور المقاومة الشعبية الجزائرية. للتذكير، نجاة العبيدي كاتبة ومنتجة بالقطاع السمعي البصري ولها عدة سيناريوهات وأفلام ومسلسلات تلفزيونية، وكان آخر معرض قامت به في 8 مارس 2009. الفنانة العصامية تحاول أن تكون قريبة من الجمهور للاستماع إلى تعليقاته واستفساراته ولا تحس بالضجر وهي تكرر تفسيراتها وشروحاتها المتعلقة بتلك اللوحات، وتأمل أن يتغلغل هذا الفن في مجتمعنا لأنه حتما سيرقي الدوق والإحساس وينعكس بالإيجاب على العلاقات الإنسانية.