استشهد ثلاثة فلسطينيين أمس في غارات جوية شنتها طائرات إسرائيلية على مواطنين فلسطينيين زعمت مصادر عسكرية في إدارة الاحتلال أنهم كانوا يقومون باستعمال أنفاق أرضية في جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر جيش الاحتلال أن طائرات حربية قصفت نفقين أرضيين في جنوب القطاع مما أدى إلى استشهاد أربعة مدنيين فلسطينيين. (الوكالات) وتتعرض هذه الأنفاق الموجودة على الحدود بين قطاع غزة ومصر في قلب دوامة جدل حاد بعد قرار السلطات المصرية إقامة جدار فولاذي لمنع تسلل الفلسطينيين عبرها إلى داخل اراضيها حيث بررت إقدامها على قرارها بحماية الأمن والسيادة المصرية، بينما تروّج الدعاية الإسرائيلية لفكرة ان هذه الأنفاق تستعمل لتهريب الأسلحة والمتفجرات. ويكذب الفلسطينيون الاتهامات المصرية كما الإسرائيلية ويؤكدون إنهم لجأوا إلى استعمال هذه السبل والمخاطرة بحياتهم من اجل الحصول عل مختلف المواد الغذائية والأدوية التي حرموا منها محاولة منهم لكسر الحصار الإجرامي الذي فرضته عليهم حكومة الاحتلال منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويشهد قطاع غزة منذ عدة أيام تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق ميزه إقدام قوات الاحتلال قبل ايام على اغتيال ثلاثة فلسطينيين بالإضافة إلى القيام بعمليات اجتياح متواصلة ضد سكانه بدعوى البحث عن عناصر المقاومة. وهو المشهد نفسه الذي تعيشه أراضي الضفة الغربية التي عرفت في الأيام الأخيرة عمليات اغتيال واعتقالات ضد مواطنين فلسطينيين بمبررات واهية. وعاد الطيران الحربي الإسرائيلي إلى خط الدعائية التقليدية باتجاه السكان الفلسطينيين بإلقاء آلاف المناشير طالبت فيها السكان بعدم الاقتراب من الجدار الأمني بين القطاع والكيان الإسرائيلي المحتل على بعد 300 متر. وجاءت هذه المناشير للتغطية على الجريمة التي اقترفها جنود الاحتلال قبل أسبوع بإطلاق النار على ثلاثة فلسطينيين كانوا بصدد جمع بقايا الحديد والنحاس لبيعها للحصول على قوت يومهم. وتأتي هذه الأحداث الدامية في الوقت نفسه الذي يشهد فيه قطاع غزة موجة تضامن دولية مع سكان القطاع المحاصرين شارك فيها أكثر من 1400 متضامن دولي ينتمون إلى 43 جنسية. وفي سياق القبضة بين هؤلاء المتضامنين والسلطات المصرية أقدمت وزارة الخارجية في هذا البلد أمس على منع النائب البريطاني جورج غالاوي من دخول أراضيها ووضعته في قائمة الشخصيات غير المرغوب فيها في مصر. وقاد غالاوي قافلة شريان الحياة إلى غزة وأصرّ على دخولها رغم قرار السلطات المصرية منعها. وأبلغ النائب البريطاني بقرار وزارة الخارجية المصرية صباح أمس لدى عودته أمس إلى مدينة رفح المصرية قادما إليها من قطاع غزة حيث أشرف على تسليم المساعدات الإنسانية الدولية إلى ضحايا الحصار الإسرائيلي الإجرامي ضدهم. وقامت الشرطة المصرية باقتياد البريطاني على متن حافلة كانت في انتظاره في الجزء المصري من مدينة رفح بعد أن أبلغته بقرار طرده من مصر حيث تم اقتياده مباشرة إلى مطار القاهرة. وأكد بيان وزارة الخارجية المصرية أن السياسي البريطاني واحد أكبر المتعاطفين مع القضايا العربية والقضية الفلسطينية تحديدا سوف لن يسمح له بدخول التراب المصري مرة أخرى.