قال وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل أمس أن التحكيم الدولي حول سعر الغاز الجزائري المسوق في إسبانيا سيصدر خلال الشهر الجاري أو الشهر القادم على أكثر تقدير، موضحا أن لقاءه مع المسؤولين بمدريد قبل أيام على هامش زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سمحت بالتطرق إلى المسائل الطاقوية العالقة بين البلدين. وأوضح السيد خليل على هامش الاحتفال بتبليغ المصادقة على مخططات التعهد بتحسين الأداء لشركتي توزيع الكهرباء والغاز للجزائر والوسط المنظم بمقر وزارة الطاقة والمناجم أن الخلاف الجزائري الإسباني حول تسعيرة الغاز لم تتم تسويته إلى حد الآن وأن التحكيم الدولي قد يفصل في الموضوع الشهر القادم على أقصى تقدير. وكان موضوع رفع تسعيرة الغاز الجزائري المسوق في إسبانيا محل تضارب بين الطرفين ففي الوقت الذي تطالب فيه الجزائر بإعادة النظر في السعر المطبق حاليا كونه لا يتماشى وتطورات السوق النفطية الحالي، تصر مدريد على الاحتفاظ بالسعر الحالي كونه مرتبط بعقود طويلة الأمد موقعة بين الجانبين. واستوقف الصحافيون الوزير حول العديد من ملفات التعاون بين الطرف الجزائري والإسباني في مجال الطاقة ونتائج لقاءاته الأخيرة مع المسؤولين هناك بمناسبة زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى مدريد ومنها مشروع "ميد غاز"، وتوقع السيد خليل أن يتم الانتهاء من هذا المشروع شهر جوان القادم، وسيتم تسليمه في قمة تعقد بين الطرفين في برشلونة الإسبانية. وشرع في إنجاز مشروع ميد غاز في 2007 ويتوقع أن يساهم في رفع قدرات الجزائر من الغاز المصدر إلى إسبانيا إلى حوالي 12 مليار متر مكعب. ومن ضمن الملفات التي تم استعراضها خلال الزيارة أشار إلى المفاوضات الجارية بين الطرفين حول سعر صفقات بيع الكهرباء الجزائرية في إسبانيا حيث تأمل الجزائر في أن تتحصل شركة سونلغاز على الحقوق التجارية التي تمكنها من توزيع وتسويق الكهرباء في السوق الإسبانية على غرار ذلك الاتفاق الموقع بين مدريد وشركة سوناطراك فيما يخص توزيع الغاز. وتوجد بين الجزائروإسبانيا عدة ملفات عالقة منها الخلاف بين شركة سوناطراك وغاز نتورال حول التنقيب واستغلال حوض قاسي الطويل الذي قامت الحكومة الجزائرية بفسخ العقد الذي يربطها بالشركة الإسبانية على خلفية عدم التزامها بالاتفاق الموقع معها فيما يخص آجال الإنجاز، وأكد الوزير أن غاز نتورال رفعت طعنا للحصول على تحكيم دولي في القضية. ورغم استعراضه لهاته الملفات إلا أن السيد خليل قلل من نتائج محادثاته مع الطرف الإسباني قائلا "لم تكن هناك قضايا بالحجم الذي تتوقعونه" وأضاف أن الطرف الإسباني وجه له الدعوة للمشاركة في اجتماع مجموعة الخمسة زائد خمسة يعقد مباشرة بعد ندوة الغاز التي تحتضنها مدينة وهران شهر أفريل القادم.