بيروقراطية الإدارة المحلية تحول دون إنشاء المرأة لمؤسستها الخاصة تتحدث السيدة ياسمينة طاية، رئيسة جمعية الجزائريات رئيسات المؤسسات في هذا الحوار الذي خصت به "المساء" على هامش حفل توزيع جوائز الجمعية مؤخرا بالاوراسي عن نظرة المجتمع التي ما تزال متحفظة حيال المرأة المسيرة للمؤسسات رغم التقدم الكبير المحقق في شتى الميادين خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. - كيف تقيّمون عالم المقاولات النسائية في مجتمعنا، وهل تحقق لها بعض التقدم في السنوات الأخيرة، أم أن هناك عوائق تعترض طريقها؟ من وجهة نظر التشريع القانوني لا وجود لأي نص قانوني يميز بين المقاولة الرجالية والمقاولة النسائية، ولكن هناك قانون اجتماعي وضعي لا يعترف بعمل المرأة إلا في المجالات التقليدية المعروفة مثل التعليم أو الصحة، من جهة أخرى فإن القطاع الخاص في فترة التخطيط الاقتصادي لم يكن يرحب كثيرا بمثل هذه التجارب الانفرادية للمقاولات غير أن الكثير منهن أصررن وقتها على خوض التجربة واستطعن بعدها النجاح وإثبات ذواتهن من خلال مؤسساتهن. - ولكن الأمور قد تطورت كثيرا وتغيرت الآن بلا شك؟ صحيح تغيرت الأمور كثيرا عما كانت عليه في السابق، إذ أننا نسمع حاليا بنساء أسسن مؤسساتهن الخاصة وبعضهن يؤسسن ذلك عن طريق الميكانزمات التي توفرها الدولة مثل الانساج او الكناك، وغيرها من الآليات المشجعة على إنشاء مؤسسة، إلا ان هذا لا يعني ان كل الأمور تسير على ما يرام، أبدا اذ ان هناك الكثير من العراقيل ومنها انعدام الإعلام حول إجراءات إنشاء مؤسسة مصغرة فالكثير من الراغبات في إنشاء مؤسسة مصغرة لا يعرفن شيئا عن التسهيلات المقدمة لأن القوانين والنظم المؤطرة للعملية تبقى مبهمة، بالمقابل فإن البعض، ولا اقصد هنا بالضرورة الرجل، يبقى يرتاب لخطوة إنشاء امرأة لمؤسسة خاصة. ولهذا فإنه لا يمكنني القول صراحة إن الأمور سوداوية ولا حتى وردية.. العراقيل موجودة رغم كل المجهودات المبذولة لتذليلها ولكن النساء يفرضن وجودهن أكثر فأكثر.. - ما هي أهم الميادين التي تستقطب المرأة أكثر، وهل هناك أرقام أو إحصائيات عن المؤسسات التي تديرها النساء؟ هناك نسبة كبيرة من النساء المسيرات لمؤسساتهن الخاصة لا ينتمين الى تنظيمات او جمعيات تمثلهن على غرار جمعيتنا "ساف" لذلك فان أمر إحصاء النساء رئيسات المؤسسات يبقى بعيدا عن الواقع ولكننا نستطيع الجزم أنها بضع مئات مؤسسة، ولكن ما يهم ليس الأرقام بحسب اعتقادي وإنما التأكيد أن المرأة حاليا قد ولجت كل الميادين ولا وجود اليوم لمهن رجالية وأخرى نسائية، ومن جهتنا نحاول في جمعيتنا إظهار مكانة المرأة في ميدان المقاولات منذ 1999 تاريخ نشأة الجمعية، ولذلك فإن جائزة "ساف" تقدم كل سنة لسيدة رئيسة مؤسسة اعترافا منا بمجهوداتها في تسيير مؤسستها خاصة من الجانب الترويجي، والأمثلة كثيرة فهناك سيدات أثبتن جدارتهن في ميادين الفلاحة والأشغال العمومية والبناء وغيرها من الميادين وقد اخترنا هذه السنة مجالا آخر وهو الذي يعنى بتسيير مؤسسة إنتاج سنيماتوغرافي، بحيث منحت الجائزة لمخرجة مسلسل "عيسات ايدير" اعترافا بنجاحها في التسيير المالي لمؤسستها، كما نشير الى ان جوائز "ساف" تتغير بتغير المعطيات الاقتصادية، كما أننا نعمل جاهدات على إعانة سيدات الأعمال، رئيسات المؤسسات والمقاولات على التأقلم في أعمالهن وفق المعايير الدولية. - حدثينا الآن عن جمعية "ساف" وعن أهم أهدافها. نشأت جمعية النساء رئيسات المؤسسات "ساف" في 12 جوان 1993 ومن أهدافها: التكوين، الإعلام ومساندة المرأة في إنشاء مؤسستها الخاصة، ومنذ نشأتها تعمل "ساف" على مرافقة كل سيدة ترغب في الاستقلال بمؤسستها الخاصة حتى تتكون في مجال عملها المختار، وبعد أكثر من 10 سنوات نحن متفائلات جدا بما حققناه لحد الآن وما يزال أمامنا الكثير، ما يمكنني الحديث عنه على المدى القريب هو العمل أكثر على تقريب الإدارة المحلية من المواطنات، بحيث لمسنا في خرجاتنا الميدانية امتعاضا متواصلا من النساء الراغبات في إنشاء مؤسساتهن الخاصة من العراقيل البيروقراطية الكثيرة التي تثني فيما بعد نسبة كبيرة من النساء عن فكرة إنشاء مؤسسة خاصة وهذا الذي نعمل على محاربته في جمعيتنا.