بالرغم من صعوبة المهمة وثقل المسؤولية الملقاة على عاتق المدرب الوطني رابح سعدان، إلا أن هذا الأخير بذكائه الخارق لا يؤمن بالمستحيل ويرفض الحديث عن الجزئيات، حيث يقول في مثل هذه المرحلة، لا حديث عن الحسابات لأن نظام المنافسة صريح مع الجميع.. إما أن تفوز أو تعود من حيث جئت ونحن كما قال نريد البقاء."المساء" سألته من خلال دردشة سريعة فكان صريحا معنا وقال "نريد أن نكون" ومثل هذه العباراة لا تأويل لها سوى الفوز... "المساء" : أين المنتخب الوطني من مباراة الدور نصف النهائي؟ سعدان : الفريق الوطني جاهز لكل الطوارئ، ومباريات من هذا النوع تدخل في هذه الخانة، وقد جهزنا لها تعدادنا بما تيسر من أوراق. - وما هي هذه الأوراق؟ *مثل هذه الأوراق لا تكشف قبل الأوان، لأنه من الغباء أن تكشف سلاحك قبل المعركة، لأن في ذلك هدية تقدم للخصم بالمجان. - وماذا جهزتم؟ *لقد جهزنا المنتخب الوطني نفسيا وبدنيا وجهزنا خطة تليق بالخصم الذي نعرف ذكاء مدربه بالدرجة الأولى وقدرته على التكيف مع مثل هذه الوضعية. - يعني هذا أنكم متخوفون من المنافس؟ * المنافس بطل بكل المقاييس ويجب احترامه جيدا، والخوف شعور ينتاب كل إنسان، لكن أخذ الاحتياط واجب و الحذر مطلوب. - وماذا لمس سعدان عند لاعبيه؟ *بحوزتي تعداد محترف ويقدر الأشياء، ونحن نعمل سويا لبلوغ مرحلة النضج قبل الوصول الى المونديال، ونأمل من الصحافة والجمهور وكل الجزائريين، الوقوف الى جانب المنتخب الوطني، أما الأهداف فهي تتغير حسب منطق النتائج. - نفهم من كلامكم بأن أهدافنا غير ثابتة وأنكم تراهنون على الذهاب أبعد من هذا الدور؟ *الذي يراجع التصريحات التي أدليت بها عشية السفر إلى لواندا، يجد بأنني قلت سنلعب الأدوار الأولى، وهاهي النتائج تؤكد ذلك، والوصول الى الدور نصف النهائي يعد واحدا من هذه الأدوار، وإذا ذهبنا أبعد من ذلك فهذا يعني أيضا أنه يدخل في إطار ما كنا نقوم به. - ألا ترون بأن ما بذل من جهد كبير في لقاء كوت ديفوار سيؤثر على مردود اللاعبين اليوم؟ * جاهزية المنتخب بدنيا من أهدافنا الرئيسية، وقد عملنا بعد مباراة كوت ديفوار على التخفيف من وتيرة العمل لتفادي الإجهاد والضغط، وأظن أن نتائج العمل جيدة ومشجعة. - قلتم في تصريحات سابقة أن الإصابات هي الهاجس الأكبر، فهل هناك ما يزيد من هذه الهواجس؟ * بطبيعة الحال، الإصابات تربكنا، بل و تدفعنا الى ايجاد البدائل وقد عانينا من ذلك في بعض اللقاءات السابقة، لكن وبعد الدور الاول استفدنا كثيرا من تماثل بعض العناصر التي غابت أمثال عنتر يحيى ومغني بالدرجة الاولى، أما بالنسبة لمباراة اليوم أمام مصر، فإن المنتخب جاهز بما في حوزته من أوراق وليس هناك ما يربكنا عند وضع الخطة. - نفهم من ذلك أن سعدان غير متخوف من هذا الجانب؟ * عندما نملك لاعبين كبارا وبدائل في نفس المستوى، بإمكاننا أن نتفاءل ونخوض المواجهة بدون مركب نقص. - ماذا تقولون للجمهور الجزائري؟ * ما قلته دوما، اصبروا على منتخبكم وشجعوه في حدود المنطق وسيمتعكم. - وماذا تقولون عن الخصم؟ * إنه منتخب كبير بكل المقاييس وطموحاته في مستوى إمكانياته ووصوله إلى هذا الدور يبين أنه من بين المرشحين الأقوياء، ووجودنا سويا في هذا الدور يعني أن مجموعة المونديال التي تواجدنا فيها أثناء المرحلة التأهيلية كانت قوية، بدليل أن منتخب زامبيا كان هو الآخر قويا ولم ينسحب إلا في الدور ربع النهائي. - و ماذا تعني هذه المقارنة؟ * تعني الكثير وتعني أيضا أن منتخبنا تفوق على منتخبات كبيرة قبل اقتطاع تاشيرة التأهل إلى الكان من جهة والمونديال من جهة أخرى. - صراحة، هل سنفوز اليوم؟ * في هذه المرحلة لا خيار أمام أي مدرب سوى الفوز.. وهذا خياري لأنني أدرك أن رغبة الفوز تحدو اللاعبين أيضا.