تسلمت المديرية العامة للأمن الوطني ملفا مفصلا حول احتياجات العاصمة من أجهزة المراقبة والأمن، حيث انه وعقب دراسة خاصة ومعمقة سيتم تزويد العاصمة خلال هذه السنة بأزيد من 400 كاميرا مراقبة رقمية من آخر طراز تتكفل بتغطية أمنية شاملة وكاملة لجميع النقاط الحساسة والفرعية للولاية كماسيتم تزويد أهم الولايات بتجهيزات مماثلة لكن ليس بنفس الأهمية والكمية التي سيتم اعتمادها بالعاصمة· وستدخل العاصمة مصاف العواصم المؤمنة على غرار العاصمة البريطانية لندن أو الفرنسية باريس، حيث تستعمل الأجهزة الرقمية الجد متطورة لسد الفراغ ومرافقة أعوان الأمن في عمليات الراقبة حيث ستكون أجهزة الكاميرا بمثابة عيون الشرطة بالمواقع والأماكن الحساسة التي قد لايصلها أعوان الشرطة لسبب أو لآخر· وستستعين المديرية العامة للأمن الوطني بآخر ماتوصلت اليه التكنولوجيا الرقمية في مجال التقاط الصورة والكاميرا وهي التكنولوجيا التي ستكلف ملايير الدينارات غير أن الحديث عن التكلفة المادية سابق لأوانه وقد لا تكون له أية أهمية قياسا بما ستحققه الكاميرات التي أضحت ضرورة حضارية، حسب مصدر مسؤول من المديرية· وقد تعدت كاميرات المراقبة إطارها المحدد مسبقا والمتلعق بمراقبة حركة المرور والسرقات أو المسيرات حيث أصحبت تشكل أهمية كبيرة في تحديد الأشخاص المشبوهين في تورطهم في عمليات إجرامية أو إرهابية، كما هو الحال بالنسبة لتفجيرات لندن سنة 2005 والتي كشف عن هوية مرتكبيها بالاستعانة بالكاميرات · ولعل أهم ما تتميز به الكاميرات التي ستعتمد عليها مصالح الأمن الجزائرية هو ذكاؤها إذ أنها تحترم حرمة المنازل حيث أنها وبمجرد اقترابها من أية شقة تعكس الكاميرا صورة سوداء تجنبا لتحديد هوية الأشخاص داخل بيوتهم وذلك تجنبا للمشاكل التي وقعت فيها البلدان الأوروبية· وبامكان الكاميرات المقتناة تكبير حجم الصورة 19 مرة كما بإمكانها التركيز على السنتيمتر المربع الواحد بالاضافة إلى تغطية محيط معين على امتداد 360 درجة أي دورة كاملة·وإلى جانب الكاميرات الثابتة ستستعين مصالح الأمن بسيارات مزودة بكاميرات بامكانها أيضا تحديد السيارات المسروقة، حيث يتم إشعار السيارة المسروقة أوتوماتيكيا قبل توقيفها في عين المكان· مراقبة مزدوجة لمترو الجزائر في إطار تكثيف تواجدها بالمناطق الحساسة والهامة سيحظى مترو الجزائر بمراقبة أمنية مشددة بل ومضاعفة، حيث أنه وإلى جانب المراقبة التي تمارسها شركة مترو الجزائر عبر كاميراتها فانه سيتم تحويل الصور الملتقطة بشكل مباشر وآني إلى مركز المراقبة التابع لمصالح أمن ولاية الجزائر وعليه فالمترو يحظى بمراقبة مزدوجة· وقد تلقى أعوان الأمن تكوينا خاصا على يد مختصين أجانب حيث تلقوا أهم التقنيات الخاصة بكيفية بالتدخل داخل المترو دون إحداث هلع أو إرباك لدى المسافرين، كما اطلع أعوان الشرطة على أهم المشاكل التي تواجه المتروهات بكبرى المدن العالمية وباعتبار أن لكل مدنية ومجتمع خصوصياته فقد تم إجراء سيناريوهات محتملة لحوادث اعتداء من أي نوع داخل مكان مغلق مع استعراض جميع الحلول المتبعة عالميا في مجال التدخل والإنقاذ· خلية نحل وحركية لاتنقطع بدأت الكاميرات تأخذ حيزا مهما في تسيير المدن ومراقبتها منذ بداية 2000 وفي الجزائر شرع في اعتماد كاميرات المراقبة منذ 1995، حيث تم إنشاء مركز العمليات والتنسيق يضم ثلاث قاعات رئيسية خاصة بشرطة النجدة، الراديو وقاعة خاصة بكاميرات المراقبة، حيث قضينا وقتا رفقة الأعوان المختصين· ·· ولم يكن من السهل ولوج مركز العمليات والتنسيق الكائن بأمن ولاية الجزائر، كما لم يكن سهلا الحديث الى العاملين والمشرفين على هذا المركز الحساس الذي يتراءى لك ولأول وهلة وكأنه خلية نحل لا تتوقف فيها الحركة·وبمرافقة مسؤولي خلية الاعلام بأمن الولاية اطلعنا على "العيون الخفية" للأمن والتي تختصر في 28 كاميرا رقمية موزعة على كبرى الشوارع العاصمية حيث تقوم الكاميرات المدعمة بأعوان مختصين بعملية مسح للمواقع مع ترصد أبسط الحركات سواء تلك المتعلقة بالأفراد أو المركبات · وفي خضم تواجدنا بالمركز، لمح أحد الأعوان تحركا مشبوها لشاحنتين عند مدخل أولا فايت وعلى الفور تم استخراج رقم الشاحنتين وقراءته بعد عملية تكبير للصورة عبر الشاشة ليتم إشعار أعوان الشرطة المتنقلين بالدراجات النارية الأقرب الى الموقع، الذين وفي لمح البصر رأيناهم يوقفون الشاحنتين ويطلبون من صاحبيها وثائق المركبتين وهي العملية التي لم تستغرق في مجملها أزيد من 90 ثانية· وأمام هذه الحركية المتسارعة ووسط رنات الهاتف و"شوشرة" أجهزة الراديو والتنقل الماراطوني للضباط والأعوان بين مختلف المكاتب أدركنا أهمية الكاميرا والواقفين ورائها وتيقننا أن وراء عيون الكاميرات عيون أخرى لاتنام وأن أهمية رجل الأمن من أهمية الكاميرا أو أي جهاز متطور أو أكثر وإن نامت عيون الكاميرا فإن عيون الشرطة لاتنام·