كشف رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم بأن هيئته ليست في معزل عما يدور في محيطها، وهي تتعامل مع كل ما يطرح من أفكار أو يرفع إليها من احتجاجات، بل وتذهب الى أبعد من ذلك، عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أخلاقيات لعبة كرة القدم والسعي لتطهيرها من كل الشوائب· وقد حاولت "المساء" من خلال استضافة رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم أن تعرف رأيه صراحة فيما يدور منذ سنوات من حديث حول عجز الهيئات الكروية عندنا في مكافحة الغش وترتيب النتائج وغيرها من الممارسات المتفتشية في عالم اللعبة الأكثر شعبية، ولماذا لا تلجأ هذه الهيئات الى تقديم دعاوى قضائية لردع العابثين· وقد حرص رئيس الرابطة أن يكون جزئيا في رده حين قال:"إننا نتابع باهتمام كبير كل كبيرة وصغيرة في ملاعبنا، وأننا نجيد قراءة ما بين السطور في كل ما تكتبه الصحافة الوطنية، وندرس بجد كل التصريحات التي يطلقها البعض، بل ونذهب إلى عمق المشكلة عندما تتوفر لدينا الأدلة، أو نلمس أن هناك ما يغذي بعض الطروحلات التي تتداول هنا وهناك عندما تحوم بعض الشكوك حول ترتيب النتائج، ولا أخفي عليكم أننا رفعنا قضايا إلى العدالة للبت فيها، ويبقى القرار لها في اصدار الاحكام، أما القضايا التي يعود لنا الحق في الفصل فيها فقد فعلنا وضمائرنا مرتاحة، لأن قراراتنا كانت عادلة"· ورفض علي مالك الحديث عن نوعية القضايا التي رفعت إلى العدالة ومدى تجاوب هذه الأخيرة معها وهل تم الفصل فيها، وذهب علي مالك إلى القول : "ربما لم تنظر العدالة في الكثير من القضايا الكروية المطروحة عليها من الزاوية التي ننظر إليها، لأن ما يطرح أمامها من قضايا حساسة أهم بكثير مما يطرح عليها من قضايا كروية "· وحتى عندما سألناه عن مدى حرص الرابطة على متابعة قضاياها المطروحة على العدالة حاول علي مالك الالتفاف حول السؤال، مؤكدا بأنه واثق من أن القضايا المطروحة ستعالج طالما أنها توجد لدى المحاكم، وأن هذه الأخيرة سبق لها أن عالجت البعض منها·
قوة الرابطة في استقلاليتها وصف ضيفنا علاقاته مع مسيري الأندية بأنها جيدة، معتبرا أن مواقفه الواضحة في كل الأمور التي تمس سير البطولة جعلت رؤساء الأندية يحترمونه:"أتعامل معهم حسب قناعتي ومبادئي وأرفض اتباع أهواء أي واحد منهم"، وأشار رئيس الرابطة الذي فسر حسن العلاقات بالظروف العادية التي تسير فيها البطولة، حيث أكد قائلا: "البطولة لا تشهد أي تأخر ورزنامتها مضبوطة، حيث حددنا كل تواريخ اللقاءات المتبقية إلى غاية نهاية المنافسة·· ربما قد تحدث بعض التغييرات خلال المشاركات القادمة للأندية في المنافسة الإفريقية والعربية، الرابطة ستبقى صارمة في الاحتفاظ بتواريخ الجولات القادمة، لكنها مستعدة لتليين موقفها عندما يتعلق الأمر بمصلحة الكرة الجزائرية، في الموسم الفارط اضطررنا إلى مساعدة وفاق سطيف لتمكينه من تحضير نهائي كأس الرابطة العربية مثلما فعلنا مع اتحاد الجزائر في تصفيات هذه المنافسة أيضا"· ودافع علي مالك عن استقلالية الرابطة في تسيير البطولة، حيث قال في هذا الشأن: "لا في إطار العمل الذي تنجزه في الرابطة التي يعمل موظفوها بتفان كبير خدمة لمصلحة كرة القدم الجزائرية"·شياطين في الوسط الكروي عبر علي مالك عن قناعته بتواجد أطراف في الوسط الكروي نعتها "بالشياطين التي تسعى دوما إلى إثارة البلبلة والفوضى للحصول على مكاسب شخصية·
التجاوزات موجودة والقضاء عليها مستحيل
عبر رئيس الرابطة عن تأسفه من موقف بعض رؤساء الأندية تجاه سلك التحكيم، واصفا اتهاماتهم ب "غير المؤسسة" لغياب أدلة تثبت انحياز الحكام، حيث قال في هذا الشأن: "أظن أن ما صدر عن رؤساء الأندية ماهو إلاّ مجرد شكوك أرادوا من خلالها التعبير عن تخوفهم من وقوع مناورات ضد أنديتهم، وهو مايفسر الاتهامات التي حصلت بينهم"· وفسر رئيس الرابطة غياب رد فعل من هيئته بالقول:الهيئات الكروية لا تملك الأداة القانونية لردع مثل هذه السلوكات، سيما وأن مسيري الأندية لم يقدموا ما يثبت وجود ممارسات تفسد السير الحسن للبطولة"· وأقر علي مالك بعجز الرابطة عن القضاء على كل المشاكل والتجاوزات التي تحدث في بعض المباريات، ذلك أن تقارير الحكام ومراقيي اللقاءات وصور التلفزة هي الأدوات التي تؤخذ بعين الاعتبار في تحديد المسؤوليات، وغالبا ما يصعب - أضاف محدثنا - الوصول إلى الحقيقة بسبب صعوبة مراقبة كل ما يحدث خلال مباراة كرة القدم، خاصة إذا كان الأمر مرتبطا بمواجهة ساخنة تجلب جمهورا كبيرا مثلما حدث في لقاء اتحاد الجزائر - ألومبي الشلف، حيث لم يشر تقرير مراقب المباراة إلى أن مهاجم تشكيلة سوسطارة يسعد بورحلي اعتدى على الحكم بوقجار، البعض تفاجأ من العقوبة المسلطة على هذا اللاعب الذي أقسم بأغلظ الأيمان أنه لم يعتد على الحكم ·· وفي غياب أدلة تثبت وجود تصرف خطير من بورحلي اعتمدت لجنة الانضباط في اتخاذ قرار العقوبة على سلوك اللاعب في مشواره الكروي واستنجدنا ببعض الشهادات عن أخلاقه خارج الميادين، وأخذنا هذا الجانب بعين الاعتبار حتى لا نكون قاسين في العقوبة"· ونفى علي مالك تعرض لجنة الانضباط والطاعة إلى ضغوطات خارجية، قائلا إن قراراتها تؤخذ بكل شفافية وتطبيقا لكل النصوص القانونية المرتبطة بقانون العقوبات· خط التّماس مصدر المشاكل وعبر مالك عن قناعته من استمرار التجاوزات في لقاءات البطولة وربط ذلك بغياب شروط التنظيم في بعض الملاعب التي قال عنها:"الجزء الكبير من ملاعبنا يصعب في خط التماس وعادة مايستعين مراقب المباراة بمصالح بالأمن لإخلاء هذه المساحة من الأشخاص الطفيليين، وقد أرسلت الرابطة في هذا الشأن عدة تقارير إلى مديرية الأمن الوطني لاتخاذ تدابير جديدة من شأنها الحد من هذه المشاكل التي تعرقل السير الحسن للمباريات"