أشارت العديد من الدراسات الفنية الى وجود 20 نوعا من الأشجار النادرة بولاية وهران في طريقها الى الزوال والاندثار، بسبب اللامبالاة وعدم الاهتمام بصيانتها وعدم توفير ظروف النمو الجيد لها، يحدث هذا رغم غرس هذه الأشجار في العديد من الممرات والأماكن ولكن عدم متابعتها والاهتمام بها جعلها تندثر وتختفي من الوجود. وقد أكد المهتمون بتربية الأشجار على مستوى المشاتل الموزعة بمدينة وهران، أن هذا الإهمال الذي يطال هذه الأشجار، نابع من الثقافة المنعدمة لدى الفرد الذي لا يهتم بالطبيعة تماما ولا بالأشجار، التي تصبح في غالب الأحيان يابسة بسبب عدم سقيها أو نزع الحشائش الضارة عنها، مما يجعل الديدان تعشش حولها وتأكلها. والغريب أن هذه الأمور تحدث كذلك مع أنواع مختلفة من النخيل، الذي يتم تزيين المحيط والطرقات به، حيث لا يتعدى عددها ثلاثة أنواع فقط هي الفنيكس والكوكوس والواشنطونيان التي تلقى هي الأخرى نفس الإهمال، وسبب ذلك يعود بالدرجة الأولى الى عدم وجود المختصين والمؤهلين لحماية هذه الأشجارالتي هي في طريق الزوال بولاية وهران. وحسب العديد من أصحاب الشتلات، فإن مصالح خاصة كان في السابق على مستوى كافة البلديات تهتم بكل ما له علاقة بالبيئة والمحيط وتربية الأشجار على مستوى المشاتل، لكن بعدما أحيل الاشخاص المعنيون الى التقاعد وسيادة ذهنية جديدة وثقافة تعويضية، أصبح التعامل في هذا المجال يتم بالورود والأشجار البلاستيكية بدل الطبيعية، الأمر الذي يفرض الآن حتمية تحسيس المسؤولين والشباب بأهمية العودة الى الأصل وإعادة بعث هذا التخصص، ليس فقط من أجل تزيين الطرقات والمحيط، بل لإعطاء فرصة للمدن أن تتنفس الهواء النقي، خاصة مع ما أصبح ينبعث من غازات سامة. وقد ألح العديد من أصحاب المشاتل على ضرورة إعطاء كل ذي حق حقه، والاهتمام بالمساحات الخضراء الفعلية، وذلك من طرف المسؤولين ولجان الأحياء والمواطن بصفته المعنى الأول بأماكن لعبه ولعب أولاده. وفي هذا الإطار لابد من التنويه بالعمل الكبير الذي يقوم به مسؤولو إنجاز التراموي بوهران، الذين قاموا باقتلاع أكثر من 200 شجرة يبلغ أصغرها أكثر من 50 سنة وإعادة غرسها بأماكن مختلفة. علما بأن عملية الغرس تميزت بالنجاح الكامل وبنسبة 100، وهذا كله بسبب المحافظة الفعلية والحقيقة على هذه الأشجار وتمتع أصحابها بثقافة الطبيعة والحياة. ويكفي التنويه بالعمل الكبير الذي تم القيام به على مستوى حي بوعمامة الذي تم تشجير كافة طرقاته، الأمر الذي أعطى حلة جديدة جميلة للحي، مما جعل العديد من لجان الأحياء تقوم بتشجير أحيائها لتصبح جميلة وذات رونق جذاب.