تحيي المرأة الجزائرية، اليوم، عيدها العالمي المصادف ل8 مارس من كل سنة، بكل فخر واعتزاز لما حققته من مكاسب اجتماعية وإنسانية واقتصادية وسياسية، بعد نضالات دؤوبة ومتواصلة سمحت لها بأن تحظى كل يوم بتحية إجلال وإكبار. واحتفال المرأة الجزائرية بهذا العيد على غرار نظيراتها في العالم، إنما هو اعتراف من طرف الدولة التي أقرت لها بالمكاسب التي حققتها في مسيرتها النضالية وبمركزية دورها في الحياة العامة، وهو ما يعد أيضا، وقفة إكبار وإجلال للنساء الجزائريات السائرات على درب الشهيدات والمجاهدات وبطلات هذا العالم، وهن يكافحن في شتى المجالات من أجل الارتقاء والعصرنة. من حق "حراير الجزائر" إذن أن يحتفلن ويفتخرن بما حققن للوطن من إنجازات ومكاسب سجلها لهن التاريخ بأحرف من ذهب،، فمن سنة لأخرى، تحقق المرأة الجزائرية إنجازات خالدة، فمن مشاركتها في الثورة التحريرية مشاركة فعالة توجت بالنصر والاستقلال إلى مساهمتها الناجعة في معركة التشييد والتنمية، حيث قطعت أشواطا صارت مفخرة لدى أخيها الرجل.. قهرت بإرادتها الجهل والأمية، فملأت المدارس والجامعات، وفاقت نسبة التمدرس عندها نسبة تمدرس الرجال وانتشرت في جميع القطاعات انتشار الزبد على الورق الشفاف، وصارت تقود نفسها بنفسها وفوق ذلك تقود رجالا في مجالات عدة كالعدالة، القضاء، السياسة، التعليم، الجيش، وتمكنت أن تصير قاضية وجنرالا ورئيسة حزب، بعد أن ولجت ربوع التعليم العالي والبحث العلمي. وتواصل المرأة الجزائرية نضالاتها بعد أن طوعت التقاليد الاجتماعية ومضايقات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بين التنقل إلى عملها الخارجي والعودة إلى وظيفتها الأسرية داخل البيت في تربية الأبناء وإعداد جيل المستقبل. ولها كل الفخر، فقد حققت بنفسها إعادة النظر في التشريع الذي ينظم الأسرة أو الخلية الأساسية في المجتمع، واستطاعت أن تعدل قانون الأسرة سنة 2005 بعد قرابة 25 سنة من النضال، وتمكنت بفضل انخراطها في العمل السياسي والنضالي في الأحزاب والجمعيات، أن تكون وراء تعديل الدستور في نوفمبر 2008، حيث تمكنها المادة 31 مكرر منه، من ممارسة دورها النضالي في المجالس المنتخبة والولوج إلى مراكز القيادة السياسية وصنع القرار. إن إقرار الدولة والمجتمع بالدور المحوري للمرأة في عملية التنمية وإحقاق الرقي والتقدم، من خلال التشريعات التي تضمن المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، لم ينس المرأة النضال ضد سلوكات بالية متخلفة لاسيما في أماكن العمل، حيث استطاعت بجرأتها وصمودها وبشجاعتها أن تنبذ وتندد في الوقت نفسه بظاهرة التحرش الجنسي إلى أن صارت تتمتع بقانون يحميها من هذه الآفة، ويبقيها معززة مكرمة، ورعة، قوية كما تريد أن تكون في المجتمع.