لعل أهم العوامل التي من شأنها تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية، الاستثمار بصفة عامة ونتحدث بداية عن الاستثمار السياحي وفي هذا الصدد نشير إلى أن الدولة خصصت برامج تنموية كبيرة لترقية كل تلك المناطق بالولاية، حيث تتميز ولاية عين الدفلى بتنوع تضاريسي كبير من حيث الجبال والغابات، وهو ما يؤهلها لأن تكون رائدة في السياحة الغابية والجبلية. وتحوز الولاية على عدد من المناطق الجميلة، على غرار أعالي منطقة ''عين النسور'' ببلدية ''عين التركي'' ومنطقة ''سيدي مجاهد'' ببلدية ''بن علال'' ومنطقة ''العناب'' بلدية ''العامرة''، وجلها عانت من حالة اللااستقرار في سنوات التردي الأمني، إضافة إلى ما يعرف ب ''العابد'' بجبل ''دوي''، وهي منطقة تابعة لعاصمة الولاية، وهذا ما يدخل في سياسة دفع الإطار السياحي، والذي من نتائجه الشروع في تهيئة الفضاءات وتعزيز التجهيزات الغابية، إنجاز مخطط التهيئة وتنمية غابة جبل ''دوي'' أو ما يسمى ب ''العابد''، وهذا ما كان من المفترض أن تقوم به مصالح محافظة الغابات، لكن لحد الآن لم يتم ذلك، إضافة إلى إتمام دراسة لإعادة تهيئة دار الغابات دائما بأعالي جبل ''دوي'' من طرف الوكالة العقارية بالولاية، مع استغلال عدد من المرافق المتوفرة وإنشاء أخرى جديدة وإعادة الاعتبار إلى شبكة الطرق والمسالك الجبلية، على غرار طريق ''عين النسور'' والطريق المؤدية إلى بلدية ''تاشتة''، لكن لحد الآن تبقى الأمور تسير بوتيرة محتشمة إن لم نقل لم تراوح مكانها، وهذا ما من شأنه في حالة تحقيقه جلب هواة السياحة الجبلية والغابية نظرا للطلب المحلي والوطني الهام المتزايد على السياحة المناخية، علما أن أعالي جبال ''زكار'' وحتى جبل ''دوي'' تشهد تساقطا للثلوج في فصل الشتاء وتمتاز بجو لطيف معتدل في باقي أيام السنة. مرتفعات جبال ''زكار'' و''الظهرة'' على الشريط الشمالي والتي تبدأ شرقا بغابات حمام ''ريغة'' وتنتهي غربا بغابة ''تاشتة''، مرورا بمرتفعات ''عين النسور'' و''العناب''، تبقى كلها تنتظر استثمارا نوعيا وفعليا، ناهيك عن سلسلة ''الونشريس'' على الشريط الجنوبي، والتي تبدأ شرقا بغابات ''بربوش'' وتنتهي غربا بغابة ''بني بودان''، وهي الأخرى من أهم المواقع التي يرشحها المختصون وتراهن عليها السلطات المحلية، وكذا مسؤولي القطاع لأن تكون من مناطق الجذب السياحي فيما يتعلق بالسياحة الجبلية. وبالنظر إلى كل ما سبق ذكره، فإن ولاية عين الدفلى التي تعتبر من أكبر الولايات الفلاحية والريفية، تبقى بحاجة إلى تثمين القدرات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها، وذلك من خلال استثمارات نوعية في شتى القطاعات السياحية، الصناعية، خاصة التحويلية منها، وكذا تنمية الفلاحة الجبلية التي طالما أعطت نتائج جيدة في مناطق أخرى، سواء داخل الوطن أو خارجه، وهو ما يتضح جليا من خلال ترقية تربية النحل في مناطق عدة من الولاية رغم أنها ما تزال في بداياتها. للإشارة، وحسب المعلومات المستقاة من كافة الجهات بالولاية، فإن المناطق الجنوبية، خاصة بلديات ''بطحية''، ''الماين'' و''بلعاص''، إضافة إلى بلدية ''جمعة أولاد الشيخ''، كلها بلديات تحتاج إلى دراسة خاصة لواقع السكان بها، نظرا لصعوبة العيش بتلك المناطق وبالنظر إلى قساوة الطبيعة وضعف الموارد بها.