من يتحدث عن ولاية تبسة الواقعة على الحدود التونسية بالشرق الجزائري يتوقف عند عاداتها وتقاليدها المميزة وتراثها الشعبي الضارب في أعماق التاريخ وحتى طابعها الغنائي بلهجتها المميزة لكن فرقة ''أحباب التراث الشعبي''، التي نشأت سنة 2000 أرادت أن تغير من نظرة الجزائري بإنفراد كل جهة بطابعها. حمل رمزي يعقوب رئيس الجمعية وآخرون (لا يتعدى سنهم 30 سنة)، الطابع العاصمي الى قلب مدينة تبسة وتغنوا بروائع قروابي، عمر الزاهي، الباجي والحاج أمحمد العنقى، ولا عجب ان نجد العائلات التبسية تتذوق الشعبي حتى في أعراسها على غرار العائلات الجزائرية الذواقة لكل ما هو أصيل، ليكون ذلك بمثابة ميلاد هذا الطابع بهذه الضفة من امضاء هذه الفرقة التي التقتها ''المساء'' ببهو القاعة متعددة الرياضات بالبويرة على هامش التصفيات النهائية للمهرجان الوطني للأغنية الرياضية والملصقة الفنية، الذي جاء تزامنا مع مونديال جنوب افريقيا تشجيعا لمحاربي الصحراء. وقدمت الفرقة أغنية رائعة تحت عنوان »تحيا الجزائر يالخوان« والتي ردد كلماتها الجمهور وتجاوب معها طويلا خاصة وأنها حملت التراث الشاوي على إيقاع الفلامينكو مما زادها تميزا حسب الجمهور الذي رقص طويلا على أنغامها. كلمات وتلحين هذه الأغنية هي لفتى لايتجاوز ال25 سنة وهو إبراهيمي عبد النور، وهو أحد أبرز عناصر الفرقة الى جانب يعقوب رمزي، ياسين قرمتي، حفاية نبيل، زاريف شعيل، زكريا عبد اللطيف وكذا عبد النور إبراهيمي، عبد القادر بوغتوز، وليد كرواني ولسود رمزي. ويعمل الجميع في تناسق تام وتقسيم للأدوار لأداء أفضل لهذه الفرقة التي صالت وجابت عدة ولايات قبل أن تحط بالبويرة منها مشاركات عديدة بولايات الشرق، إحياء للأسابيع الثقافية عبر مختلف ولايات الوطن حتى ولايات الغرب الجزائري كمعسكر، عين الدفلى وتيسمسيلت وهو ما أخرجها من الطابع المحلي ليكسبها نجاحا وطنيا وصيتا يرشحها لأن تكون إحدى أبرز الفرق الموسيقية الشبانية الخاصة بطابعها الشعبي المحصور عادة بين مناطق الوسط، ولم تقف اللهجة التبسية في وجه الأداء الجيد بروائع أعمدة الفن الشعبي. فرقة أحباب التراث الشعبي كان لها فرصة مساندة الخضر على طريقتها بكلمات على إيقاع ثقيل على غير عادة الأغاني الرياضية إلا أن الجمهور ردد: ''تحيا الجزائر يالخوان يا الحاج روراوة يا الشيخ سعدان الجزائر حرة حروها لحرار خضرا وبيضا في وضح النهار تربح الخضرا ونرفعوا لعلام خويا بوقرة مركة 90 فكرينا بأيام زمان علم الشهداء مزين بكل الألوان تربح الخضرا ونرفعوا العلام تربح الخضرا ونرفعوا لعلام'' ومن عناوين أخرى في حب الوطن تأتي أغنية »يالجزائر يا الباهية« و»كيفاش نعوم« ضمن الأغاني العاطفية المطلوبة بكثرة لدى الشباب وهو ما جعل الفرقة تؤديها في أي مناسبة نظرا لكثرة الطلب عليها، إلى جانب أغاني أخرى ذات الطابع الشعبي ك''قوليلي كانك هانية« وطبوع أخرى برزت بأغاني الوقت حسب أذواق العائلات خاصة خلال حفلات الأعراس التي تحييها عناصر الفرقة. وعن مشاريع الصائفة إحياء مناسبات الأعراس والولائم بولايات الشرق على وجه الخصوص حيث لاتتوانى الفرقة في تلبية الدعوة الى غاية أبعد نقطة بالجزائر. وللإشارة فإن كاتب الكلمات وملحن هذه الفرقة »براهيمي عبد النور« يستفرد بمشاركته في المهرجان الشعبي بالجزائر العاصمة قريبا وهو ما سيشجع ويشرّف الفرقة ويسمع صيتها دون أن يؤثر عليها وعلى شملها الذي يعود الى أزيد من 10 سنوات وهو ما لاحظناه من خلال التنسيق المحكم والتفاهم بين اعضاء الفرقة في تقسيم الأدوار وأداء كل طابع من خلال عمل تكاملي.