اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال اللقاء الذي عقداه مساء أول أمس بالقدسالمحتلة على ضرورة تسريع وتيرة محادثات السلام من أجل تحقيق انجازات ملموسة بشأن تسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني·وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الجانبين بحثا خلال اللقاء كل القضايا الأساسية المتعلقة بالوضع النهائي كالحدود والمستوطنات والقدس واللاجئين والأمن والمياه· وأوضح عريقات أن الرئيس عباس أثار مع أولمرت ثلاثة مواضيع رئيسية ركزت على ضرورة مناقشة القضايا الأساسية في المفاوضات واحدة بواحدة، وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية الفلسطينية- الاسرائيلية- الأمريكية التي تم تشكيلها من أجل متابعة البند الأول من خطة خارطة الطريق· وتطرق الرئيس عباس أيضا الى التصعيد الاسرائيلي ضد قطاع غزة بمختلف أشكاله مع إلحاحه على ضرورة أن تسمح اسرائيل بتزويد القطاع باحتياجات سكانه الضرورية·وأضاف المسؤول الفلسطيني أن الرئيس عباس طالب الجانب الاسرائيلي بضرورة إطلاق الاسرى وخصوصا القيادات السياسية وعلى رأسهم العضو في حركة فتح مروان البرغوثي· ويأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي تضاربت فيه تصريحات مسؤولي الطرفين بشأن نظرة كل جانب الى عملية السلام·ففي الوقت الذي أعلن فيه أولمرت أنه يريد تأجيل التفاوض على قضية القدس إلى المراحل الأخيرة من العملية التفاوضية من منطلق أن المفاوضات ترمي إلى التوصل الى إعلان مبادئ وليس اتفاق نهائي، ورفض الجانب الفلسطيني الأمر وأكد أن البحث في قضية القدس لن يؤجل وهدف المفاوضات هو التوصل الى اتفاق نهائي مع حلول العام الجاري· وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني أكدت أن اسرائيل لن تسمح بإقامة دولة إرهابية الى جانبها في مؤشر الى أن حلم الفلسطينيين في إقامة دولتهم لن يتحقق على الأقل في المستقبل القريب كما التزمت بذلك إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش· وهو ما يجعل لقاءات الرئيس عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي مجرد لقاءات شكلية لا تفيد القضية الفلسطينية في شيء، في ظل استمرار التصعيد الاسرائيلي بكل جوانبه ضد الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية· فكيف يمكن الحديث عن السلام مع طرف يتنكر لأدنى حقوق الانسان بل ويتعداها من خلال مواصلته لانتهاكات جسيمة ضد الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يوميا الى التقتيل والتعذيب والتجويع·ودفع استمرار سياسة التسويف الاسرائيلية الفلسطينيين الى المطالبة بالإعلان عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة من جانب واحد كما فعل اقليم كوسوفو الذي أعلن استقلاله عن صربيا بداية هذا الاسبوع· وقال ياسر عبد ربه الأمين العام للجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أنه يحق للشعب الفلسطيني ان يعلن استقلاله مثل الشعب الكوسوفي، مشيرا إلى أن الفلسطينيين عانوا قبل عقود طويلة من مرارة الاستعمار وقبل أن يظهر مشكل كوسوفو·