تعد الذبائح خطوة مهمة في التحضير لرمضان بميلة، حيث تميل العائلات كثيرا للأطباق التقليدية الروتينية بلحم الخرفان والتي تعد على الجمر، إلى جانب شوربة لسان العصفور وتوضع على صينية نحاسية محفوفة بالمناديل المطرزة ويتوسطها محبس النعناع الذي يعطر المائدة طيلة الشهر الفضيل. وتقتضي العادة أن يتناول الصائمون إفطارهم بعد صلاة المغرب بدءا بالجاري، حيث قالت السيدة بلقمبور خديجة في هذا الشأن ''يعتبر الجاري من الأطباق الأساسية التي لا تفارق المائدة الرمضانية طيلة الشهر، كونه يحضر من ثلاث أنواع مختلفة من اللحوم، البقري ولحم الخروف والدجاج حيث تقدمه المرأة الميلية مصحوبا بخبز الدار الذي يختلف عن أنواع الخبز الأخرى المحضرة بالقطر الجزائري، كونه خاليا تماما من الدسم ويعتمد على العجن المطول، ويقدم أيضا الطبق الثاني المتمثل في ''المحور'' وهو نوع من أنواع الكسكسي الذي يحضر في المنطقة بالمرق الأبيض والخضر المنتشرة في المنطقة على غرار القرنون والخرشف العربي، إلى جانب الكوسة والباذنجان، وهو أصغر حجما من المسفوف ولديه غربال خاص يحضر به خيوطه من الحرير، والمحور لا يجفف وإنما يفتل ويقدم في يومه. أما تحلية مائدة الإفطار فتكون عادة بطبق البرقوق الذي يعد بالبصل والمكسرات. وبعد صلاة العشاء والتروايح تجتمع العائلة على صينية القهوة والشاي وأنواع مختلفة من الحلويات الرمضانية، وعلى رأسها المقروط الميلي المحضر من دقيق البريمو وزبدة الحكة التقليدية وكذا المقرقشات والغريبية. وتمر السهرات الرمضانية في أجواء من الود وتبادل الزيارات لغرض صلة الرحم وتوطيد العلاقات الاجتماعية، أما ليلة ال 27 فهي أيضا ليلة عبادة وذكر، فالمساجد تتأهب لإحياء هذه الليلة ولا تتوقف تلاوة القرآن حتى الفجر، كما تشهد هذه الليلة عمليات الختان، إلا أن السيدة خديجة ترى أنها عادة دخيلة لأن أهل المنطقة تعودوا على الاحتفال بالطهارة على مدار أيام السنة حيث ينطلق المحفل من حمل الجفنة وملء التراب وخاصة في كل من بني عزيز، العنصر، وشقارة .