وجه وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول أمس إنذارا أخيرا للمؤسسة الإسبانية ''أو أش أل'' المشرفة على إدارة أشغال إنجاز مشروع الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة الرابط بين زرالدة وبودواو وذلك لعدم التزامها ببرنامج العمليات ذات الأولوية الذي كان يقضي بتركيز الأشغال على محور الدويرة - بئرتوتة لتسليمه مع الدخول المدرسي، داعيا كل المؤسسات والهيئات المتدخلة في المشروع إلى اجتماع طارئ غدا الأربعاء من أجل ضبط مخطط استكمال المشروع وضبط آجاله النهائية. وهدد الوزير الذي عبر عن استيائه لتراجع وتيرة سير أشغال مشروع الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة خلال شهر رمضان الكريم بفسخ عقد المؤسسة الإسبانية المديرة لعمليات المشروع في حال ما إذا أخلت بالتزامها مرة أخرى، مشيرا إلى أن الاجتماع الاستعجالي الذي سيجمع غدا الوكالة الوطنية للطرق السريعة بصفتها صاحب المشروع المنتدب، مع المؤسسة الإسبانية ''أو أش أل'' وكل المؤسسات الأخرى المتدخلة في أشغال المشروع، سيتم خلاله ضبط المخطط النهائي للعمليات المتبقية، وتحديد آجال إنجازها يوما بيوم، مع تسطير برنامج عمل استدراكي سيتم تجسيده خلال الأسبوع الأول الذي يلي عيد الفطر المبارك، من أجل تدارك التأخر الذي تسببت فيه المؤسسات في شهر رمضان الفضيل. وإذا كانت الوتيرة العامة لأشغال الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة قد عرفت انخفاضا بشكل محسوس خلال الأسابيع الأخيرة، فإن عمليات إنجاز الجسور الضخمة بمنطقة ''برحمون'' ببودواو والتي تشرف عليها المؤسسة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى، شهدت من جهتها تقدما معتبرا مع استكمال المؤسسة لعملية وضع كل الأعمدة والأسطح وشروعها مؤخرا في تهيئة أسطح هذه الجسور الكبيرة البالغ عددها 6 جسور ويصل طولها مشتركة إلى 5,2 كلم. وبالمناسبة حث السيد غول المؤسسة الوطنية على ضرورة تركيز أشغالها على جسرين اثنين من بين الستة وذلك لكونهما الجسران الرئيسيان الواقعان على المحور الرابط بين الجزائر وبومرداس، حتى يتسنى استكمال هذا المحور والتحضير لفتحهما أمام حركة المرور، ثم إنهاء ما تبقى من أشغال بالجسور الأربعة الأخرى التي تربط الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة بالمناطق المحاذية له ولا سيما باتجاه برحمون. كما طالب السيد غول لدى معاينته بمنطقة أولاد موسى لعملية وضع الممرات العلوية الخاصة بالراجلين، بمضاعفة إمكانياتها ووتيرة تركيب كل الممرات وعددها 12 ممرا علويا في وقت واحد، بدلا من تطبيق مخطط العمل الذي ضبطته الجهة المشرفة على العملية والذي يفترض استكمال إنجاز كل ممر علوي في 15 يوما وإتمام كل العملية في ظرف 6 أشهر. وقبل ذلك وقف الوزير على تقدم أشغال نفق بن شعاوة ببئر توتة البالغ طوله 400 متر، ملاحظا تدفق مياه الينابيع إلى داخل النفق، ما دفعه إلى الإلحاح على ضرورة تهيئة نظام تجميع كل المياه المتدفقة داخل النفق وتوجيه مسارها إلى خارج النفق، كما شدد في هذا السياق على ضرورة تسريع أشغال تهيئة المنشأة الفنية الكائنة بمنطقة خرايسية، والتي ستسمح مستقبلا بضمان الربط المباشر بين الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة، والملعب الجديد الجاري إنجازه بالدويرة إلى جانب المسبح الأولمبي. مع الإشارة إلى أن نفس الطريق الاجتنابي سيضمن أيضا الربط بالملعب الجديد الآخر الذي يجري إنجازه بمنطقة براقي والملعبان تصل سعة كل منهما ل40 ألف متفرج. وفي ختام زيارته الميدانية لمشروع الطريق الالتفافي للعاصمة ذكر السيد غول ببرنامج الطرق الجديدة المقرر بعثه خلال الخماسي الجديد 2010- 2014 على مستوى العاصمة والذي يضم أكبر عدد من المشاريع مقارنة بالخماسي السابق ومن أبرزها استكمال ازدواجيتي الطريقين الوطنيين 24 و,36 إنجاز ثلاثة مشاريع طرق سريعة تربط بالساحل الشرقي للعاصمة، إنجاز مشروع طريق جديد يربط زرالدة بتيبازة عبر الحطاطبة، مشروع نفق بطول 5,1 كلم يربط وادي حيدرة بالطريق الجنوبي الأول للعاصمة على مستوى بن عكنون. وكذا مشروع الجسر الكبير الذي يفوق طوله 1 كلم ويربط منطقة واد أوشايح ببراقي، ليضمن بالتالي الربط بين ميناء العاصمة والطريق الوطني رقم 1 باتجاه البليدة. للتذكير فإن الطريق الاجتنابي الثاني للعاصمة يقطع ثلاث ولايات هي الجزائر، البليدة وبومرداس وهو يمتد في مسافته الرئيسية على طول 65 كلم، بينما تصل مسافته الإجمالية باحتساب المحولات والطرق الفرعية الملحقة به إلى 200 كلم.