استضافت قناة الجزيرة مساء أول أمس شخصيات ثقافية وإدارية من مدينة الأمير عبد القادر بالولايات المتحدةالأمريكية واستعرضت خلال هذه الاستضافة العلاقات بين الدول المغاربية والشعب الأمريكي. مدينة الأمير تشبه الحلم السندسي فهي جنة خضراء يجري فيها نهر، وهي مدينة رائعة هادئة يفتخر أبناؤها باقتران اسمها بالأمير عبد القادر الجزائري، فأول الصور الملتقطة خزان الماء الكبير الذي كتب عليه اسم ''الأمير'' كما جالت الكاميرا في أنحاء من المدينة ودار البلدية والمتحف الذي تزينت جدرانه بصور الأمير ممتطيا فرسا، وكذا صوره باللباس الجزائري بالإضافة إلى مجسم للأمير عبد القادر. كما دار حول المدينة من قبل شخصيات ومواطنين من مدينة، الأمير حيث أبان البعض منهم معرفة كبيرة بتاريخ الأمير وحياته وشجاعته ومقاومته للاحتلال الفرنسي وهذا ما جعلهم يطلقون اسم الأمير على بلدتهم التي قاومت هي أيضا الاحتلال الإنجليزي. وسجل أيضا رئيس البلدية إعجابه بالأمير عبد القادر الفارس والمفكر والذي أنقذ مئات المسيحيين من الموت المحقق بالشام عندما كان في دار منفاه بدمشق. مدينة الأمير وكذا العلاقات المغاربية الأمريكية وتوأمة مدينة معسكر المدينة الأم للأمير بمدينة الأمير بالولايات المتحدةالأمريكية كانت من بين الموضوعات التي دارت حولها نقاشات حيث أكد دبلوماسيون وأساتذة العلاقة الجيدة التي تربطهم بدول المغرب العربي وأشاد المتدخلون بحسن الضيافة وبالعمران المغاربي. إن الحديث عن مدينة الأمير بالولايات المتحدة يدفعنا أكثر للتعريف بالجزائر الجميلة بطبيعتها وبكرم شعبها وأيضا بتاريخها البطولي حيث نجد وجه الشبه بين الشعب الجزائري والأمريكي في مقاومة الاستعمار، ومن أجل أن تكون العلاقات بين الشعبين أكثر متانة من خلال العلاقات الثقافية والتعريف بثقافة الشعبين، وليس فقط من خلال توأمة مدينتين، بل أيضا من أجل ربط العلاقة بين الشعبين وإزالة الصورة السيئة والمشوهة التي تؤخذ من هنا وهناك، سواء عن قصد من قبل الاعلام الذي يتم توجيهه من دوائر تهيمن عليها النظرة السياسية فتلون الشعوب خصوصا العربية والإسلامية بالألوان الرمادية القاتمة وتعطي للمواطن الأمريكي الصورة غير الصحيحة عن مجتمعنا، وهذا التقصير في الحقيقة واقع منا لأننا لم نحاول بما فيه الكفاية إزاحة تلك الصور المفترية والتعريف ببلداننا وحضارتنا وانسانيتنا، والتي سبق أن أكدها الأمير عبد القادر الجزائري في مواقفه العظيمة واستطاع أن يفتك الاعتراف حتى من أعدائه السابقين وأن يكسب له أصدقاء من العالم الغربي ومن كبار الشخصيات الحاكمة والنافذة في هذا العالم المتحضر وأن تقدم له الهدايا والنياشين اعترافا بموقفة الإنساني العظيم.