يتذكر سكان المنطقة الغربية لولاية قالمة، حرب الإبادة الشاملة التي قادها عسكر »لومان« كما يسميه الأهالي، والمجازر الرهيبة وعمليات الخطف للمواطنين العزل، ويسترجعون ذكرى الضحايا الذين عذبوا واعدموا واحرقت منازلهم ونهبت أرزاقهم ومواشيهم. وتعد حرب الإبادة التي قادها »لومان« الذي يعد من اكبر مجرمي الحرب خلال ثورة التحرير، حيث أنه كما يذكر سكان المنطقة كان ينفذ إعدامات بالجملة ويحرق المنازل والمحاصيل الزراعية ويبيد كل دابة تتحرك على الارض، وكان لا يتردد في بقر بطون النساء الحوامل، بعد المراهنة مع جنوده حول جنس الجنين وقاد العجزة الى ميدان الرماية لتدريب مجنديه الجدد، وكان يكافئ الذين يقتلون عددا كبيرا من العزل، لا سيما الذين يساندون ويدعمون الثورة أو يرفضون مغادرة المنطقة، الأمر الذي جعل فرنسا تعلن المنطقة محرمة سنة .1954 لومان كان يطبق سياسة الارض المحروقة ولا يمر مع جيشه على مشتة أو دشرة أو قرية إلا ونهب خيراتها واموالها وأباد سكانها. له عدة فرق خاصة منها ما المدربة خصيصا للقتل والأخرى لنهب قطعان المواشي وما بداخل البيوت، وكان جيشه المتوحش يتحاشى الوقوع في المعارك مع الثوار.ترك مقابر جماعية مجهولة للمفقودين الذين تم اختطافهم ولم يعودوا الى ديارهم، كما أنه طلب في محاولة منه لتوسيع دائرة الإبادة من كبار المسؤولين الفرنسيين تجاوز حدود المنطقة الواقعة تحت قيادته، واتخذ من بعض المحتشدات مراكز للتعذيب والاستنطاق والإكراه ثم الإعدام، وهو الذي يقول عنه بعض أهالي الجهة أنه يعد المكتب الثاني للمصالح الخاصة (الإستخبارات الفرنسية) الذي يتولى جمع المعلومات عن نشاط وتحركات الثوار والمواطنين الذين يناصرون الثورة عبر الشريط الحدودي، ويتكون جيش هذه المحتشدات من المجندين الفرنسيين و«الحركى«، حيث تشكل هذه المحتشدات حزاما واقيا للمراكز الاستعمارية من هجوم الفدائيين والمجاهدين وابعاد الجماهير الشعبية من الاتصال بالثوار. وتفيد المصادر ان المرتزق »لومان« الذي كان برتبة ملازم في جيش للاحتلال الفرنسي دخل صفوف الجيش الفرنسي كجندي، ولدمويته وكراهيته الشديدة للجزائريين وتعطشه للدماء الجزائرية والتعذيب والإكراه والاستنطاق بمختلف الوسائل كالمسامير في الجدران، الكهرباء القيود والأغلال والإعدام ولاتزال البناية هناك شاهدة على هذه الجرائم، من أجل ذلك تمت ترقيته الى رتبة ملازم. هي صورة فظيعة وبشعة يتذكرها السكان الذين عاشوا بالشريط الحدودي، ويتذكرون حرب الإبادة التي خاضها »لومان« المتوحش.