انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليزاريو فجر أمس بمنتجع مانهاست الأمريكية برعاية الموفد الأممي كريستوفر روس دون أن تكشف عما تم تحقيقه في لقاء يأتي بعد توقف دام قرابة ثمانية أشهر. واكتفى الموفد الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية بالقول إن الطرفين أجريا محادثات مكثفة وصريحة حول البدائل التي يطرحها كل طرف من أجل إنهاء النزاع في الصحراء الغربية في إطار الاحترام المتبادل رغم تمسك كل طرف برفض مقترح الطرف الآخر كقاعدة للمفاوضات القادمة. وأضاف روس أن الوفدين اتفقا على عقد اجتماع آخر الشهر القادم وبداية العام المقبل بهدف مواصلة مسار المفاوضات وفق مقاربات جديدة وبما تضمنته لوائح مجلس الأمن الدولي. يذكر أن الوفد الصحراوي المفاوض قاده خطري أدوه رئيس البرلمان الصحراوي بينما قاد الوفد المغربي وزير الخارجية والتعاون الدولي طيب فاسي الفهري. وقال أدوه إن عقد هذه الجولة من المفاوضات غير الرسمية يعد في حد ذاته نجاحا ولكنه شدد التنديد بتدخل قوات الاحتلال المغربية وجريمتها المقترفة ضد المدنيين الصحراويين، حيث دعا الأممالمتحدة إلى تحرك عاجل من أجل حماية السكان الصحراويين من بطش قوات الاحتلال المغربية. كما طالب رئيس الوفد الصحراوي من الأممالمتحدة فتح تحقيق دولي حول الأحداث التي شهدتها وتحديد المسؤوليات في مقتل 11 صحراويا ومعرفة مصير قرابة 170 الذين اختفوا إلى حد الآن ومعاقبة المتورطين في هذه المجزرة. أما طيب فاسي الفهري الذي قاد وفد بلاده في هذه المفاوضات فلم يغير شيئا من مضمون تصريحاته السابقة وقال إن ''المفاوضات تمت على أساس التفاهم والواقعية'' ضمن مقاربة مغربية تجاهلت كل فكرة ''لتصور تنظيم إجراء استفتاء لتقرير المصير'' في الصحراء الغربية. وزعم وزير الخارجية المغربي أن ''فكرة الاستفتاء أصبحت وراء ظهورنا وأن الأممالمتحدة لم تعد تشير إليه في لوائحها'' وهو تلفيق لا أساس له من الصحة وقفز على الحقائق بدليل أن لائحة مجلس الأمن الأخيرة أشارت صراحة إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وقال رئيس الوفد الصحراوي خطري ادوه بأن كلا الوفدين وافقا خلال هذين اليومين من المحادثات على التحادث بطلب من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول الاقتراح الذي قدمه الطرف الآخر. وأكد بأن الطرفين ''تحادثا حول كافة إجراءات الثقة المتضمنة في مخطط العمل لسنة 2004 ووافقا على تخصيص جلسة خاصة بجنيف في أقرب الآجال'' وعلى مواصلة مسار المفاوضات تحت رعاية الأممالمتحدة.