الحديث عن جماليات الفن الجزائري الثري والمتنوع، يقودنا إلى طرق باب التاريخ للحديث عن أسماء نسائية تركت بصمات خالدة في السجل الذهبي الفني الجزائري، هن كثيرات··· مبدعات··· وسنتطرق الى بعض الشخصيات اللامعة التي صنعت التغير وأعطت الجديد في مختلف الطبوع فكثيرا ما يتحدث مطربو اليوم عن أجواء الأنس والطرب في قعدات الفرق النسائية التي أشرفت عليها سيدات الفن على غرار المعلمة يامنة، فضيلة ادزيرية، مريم فكاي··· ولا تزال أغنية أنا طويري ومال حبيبي، يا بلارج، مطلوبة بقوة في الأعراس والحفلات الجزائرية، حيث يعيد هذه الأغاني أكثر من ثلاثين مطربا في ألبومات اللايف، وهذا دليل قاطع على أنها مطلوبة كثيرا من طرف عشاق الطرب الأصيل وقعدات الفل والياسمين، فإلى جانب الصوت القوي الذي امتازت به فضيلة مداني المعروفة باسم فضيلة ادزيرية، اقتحمت المسرح باقتراح من الأستاذ محي الدين بشطارزي وقامت بأدوار عديدة منها ما ينفع غير الصح، دولة النساء، كما كانت تجمع الأموال وترسلها مع الفدائيين الى المجاهدين لشراء السلاح، الى أن اكتشف أمرها و زج بها في سجن سركاجي، وبعد خروجها من السجن شكلت فرقتها النسائية التي كانت تعزف على آلات موسيقية مختلفة مثل الأورف، البيانو، الكمان والدربوكة، كانت تقف على المنصة بكامل أناقتها التي تطبعها محرمة الفتول التي يتربع عليها خيط الروح والقفطان والكراكو التي ترمز الى الأصالة الجزائرية· أما المطربة مريم فكاي التي كانت تؤدي لون المسامع الذي تعلمته من الشيخة يامنة، فاستطاعت أن تبدع في كل ما قدمته من خلال ادخال إيقاعات راقصة على الأغاني الشعبية، وهو الأمر الجديد الذي جاءت به، كما استطاعت أن تتألق في تقديم القصائد والأشعار في العروبي والحوزي بدرجة عالية جدا، ومن أعمالها رانا جيناك، القلب بات سالي· من جهتها، الشيخة طيطمة التي بدأت مشوارها الغنائي بأداء الحوفي، استطاعت أن تبدع في العزف على آلة الكويترا، إضافة الى نطقها السليم للغة العربية وسرعة حفظها للقصائد، وبعد تعاملها مع كل من عبد الكريم دالي وجيلالي زروقي، قفزت طيطمة قفزة عملاقة في مسارها الفني، خصوصا بعد اختيارها لأداء قصائد كبار الشعراء على غرار ابن مسايب وابن التريكي وابن سهلة، وأدت أجمل روائع الأندلسي، ولا تزال أغنية من هو روحي وراحتي للمطربة مريم عابد تنال حصة الأسد من المطلوبات· وفي وقت غير بعيد، رحلت ابنة وهران صباح الصغيرة، التي استطاعت ان توجد لذاتها مكانا في التمثيل والغناء أيضا، حيث تمكنت من الوصول الى قلب الجمهور بصوتها الرقيق الحاني، الذي أبدعت من خلاله في تقديم أغنية يا عمري الخمري وغيرهما من الأغاني التي رفعتها الى مصاف أعمدة الأغنية الوهرانية·