حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الولاياتالمتحدة مسؤولية فشل مساعي تفعيل مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بعدما أكد أمس أن تراجع واشنطن عن تسوية قضية الاستيطان جاء بمحض إرادتها وليس راجعا لعراقيل إسرائيلية. وقال نتانياهو ''الحقيقة أننا كنا مستعدين ولكن على نقيض ما تم ترويجه فإسرائيل لم ترفض تمديد مهلة تجميد الاستيطان'' وأضاف ''في النهاية الولاياتالمتحدة قررت عدم الاستمرار في هذا النهج''. وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت بداية الشهر الماضي توقفها عن ممارسة ضغوط على إسرائيل بشأن إقناعها بتجميد أنشطتها الاستيطانية فترة إضافية كما يطالب بذلك الفلسطينيون من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات مما شكل ضربة للعملية السلمية بعد أيام قليلة من تفعيلها برعاية أمريكية. ويكون رئيس الوزراء الإسرائيلي قد فجر قنبلة بوقع قوي بعد أن ألقى بالكرة في مرمى الولاياتالمتحدة التي أخذت على عاتقها تسوية اعقد وأقدم صراع في العالم لكنها وجدت نفسها في مأزق بعدما اقتنعت أن صراعا بحجم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي اكبر من قدراتها وإمكانياتها. والسؤال المطروح كيف يمكن الوثوق في إسرائيل ومسؤوليها الذين لا يتوانون ولو لحظة في توجيه المزيد من الضربات حتى لحليفتهم الولاياتالمتحدة؟ وهو الدرس الذي يجب أن تحفظه السلطة الفلسطينية ومعها كل العرب في أن إسرائيل لا يمكن الثقة فيها ويجب البحث عن بدائل جديدة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لأن إسرائيل ستواصل دائما وضع العراقيل ونسف أي مسعى لتفعيل عملية السلام. وحتى وان استجابت حكومة الاحتلال للمطلب الفلسطيني بتجميد الاستيطان من اجل الشروع في العملية السلمية فإن ذلك لن يجدي نفعا كون إسرائيل تبحث عن سلام على مقاسها ويخدم مصالحها وليس السلام الحقيقي الذي يعطي للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة. لكن ذلك لم يمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الإعراب مجددا على استعداده للدخول في مفاوضات للسلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حال أوقف الأخير الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. وقال الرئيس عباس ''عندما يوقف نتانياهو الاستيطان سأكون جاهزا ويمكننا التوصل إلى اتفاق ليس خلال 6 ستة أشهر وإنما خلال شهرين''. وكان نتانياهو أصدر أمس بيانا أكد من خلاله ''أنه مستعد للشروع فورا في مفاوضات مباشرة ومستمرة مع عباس على انفراد''. وشكك أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدعوة نتانياهو لعباس وقال إنها تندرج في إطار العلاقات العامة. وقال ''نحن نعلم والعالم يعلم أن نتانياهو رجل غير جدي وهو كرجل علاقات عامة قبل أن يكون مسؤولا فلا يفكر إلا بالانطباع اللحظي الذي يولده موقف كهذا دون أن يعني له شيئا''. وأشار مجدلاني إلى ان نتانياهو سبق له أن رفض التعاطي مع مقترح قدمه الرئيس عباس لبحث جدي في قضايا الوضع النهائي ومن ثم رفضه الدعوة الفلسطينية لصياغة مبادرة سلام دولية لحل الصراع القائم. تزامنا مع ذلك أكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي فى الأراضي الفلسطينية سيقدم إلى الأممالمتحدة فى غضون أيام. وقال إن ''المشروع يدعو إسرائيل إلى وقف الاستيطان فى جميع المناطق الواقعة داخل حدود عام 1967 بما فى ذلك القدس كما يدعو إلى تطبيق معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 على جميع الأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية''. وأضاف أن مشروع القرار يدين الاستيطان الإسرائيلي فى الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعتبره عملا غير شرعي مخالفا للقانون الدولى. وأعرب عريقات عن أمله فى استجابة المجتمع الدولى لمشروع القرار وأن تساند جميع دول العالم هذا القرار وألا تعرقله أية دولة.