أبرزت مجلة "الجيش" في افتتاحية عدد مارس الجاري، العناية الخاصة التي توليها المؤسسة العسكرية لتثمين العنصر البشري من أجل تحقيق التطور المنشود في إطار ما تستدعيه متطلبات العصرنة والاحترافية للجيش الوطني الشعبي· وأشارت الافتتاحية في هذا السياق إلى أنه طبقا لأوامر رئيس الجمهورية، وزير الدفاع، القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتكثيف الجهود في مجال التكوين وتثمين الموارد البشرية وكذا تشبيب هيئة التأطير، شرعت المؤسسة العسكرية الجزائرية في تعزيز منظومتها التكوينية، بداية من الانطلاق في التكوين القاعدي المشترك للطلبة العاملين لمختلف قيادات القوات على مستوى الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال· وأعقب هذا الإجراء القرار المعلن عنه من قبل الرئيس بوتفليقة، لإعادة فتح مدارس أشبال الثورة، التي يعود لها الفضل في تكوين أجيال من إطارات الجيش الوطني الشعبي، فيما يستفيد أفراد الجيش الذين يوجهون للخدمة ضمن وحدات النخبة من برامج تأهيلية، وتكتسب الوحدات المشاركة في المناورات والتمارين المشتركة مع نظيراتها من الدول المجاورة مهارات ومعارف مفيدة في فن التسيير المشترك للعمليات، لا سيما تلك المتعلقة بحفظ السلم والأمن، وكذا تلك المندرجة في إطار إنشاء الوحدات الخفيفة وسريعة الانتشار التي يتم تشكيلها لمواجهة التهديدات المطروحة، ومنها وحدات القوات الخاصة التي أعدت المجلة روبورتاجا خاصا بها، تناول مختلف مراحل التكوين والتدريب العسكري والرياضي الذي يتلقاه المجندون بالمدرسة التطبيقية للقوات الخاصة لبسكرة· كما سجلت "الجيش" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وقفة إجلال للنساء الجزائريات اللواتي يصنعن الحدث في مجال الدفاع عن الوطن، ومواكبة عصر التطور بمزاولتهن لمهام حساسة منها العسكرية وشبه العسكرية، وقدمت المجلة في هذا الإطار أمثلة عن جزائريات خضن تجارب المراقبة الجوية ومهام التسيير والتنظيم في مؤسسات عسكرية مختلفة· فيما تم في موضوع آخر التطرق إلى مختلف الوثائق القانونية والشرعية التي تضمن حماية النساء أثناء النزاعات المسلحة· وسجل العدد وقفة تاريخية بمناسبة الذكرى ال46 لعيد النصر المصادف ل19 مارس من كل سنة، مبرزة أهمية هذه الذكرى التي مهدت لبداية مفاوضات ايفيان التاريخية التي كللت باستقلال الجزائر، وخصصت المجلة بالمناسبة ملفا لشهداء الثورة التحريرية الذين سقطوا في ميدان الشرف في شهر مارس، على غرار مصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي وعميروش آيت حمودة وسي الحواس والعقيد لطفي· من جانب آخر تضمن العدد عرضا عن مختلف الخطوات التي يتبعها مسار تدخل وحدات الجيش الوطني الشعبي في مواجهة الكوارث والأخطار الكبرى، بداية من إعداد مخطط التدخل إلى التنسيق مع المصالح المدنية مع تحديد مهام كل وحدة من الوحدات العسكرية المتخصصة· كما شمل العدد مواضيع متنوعة ذات صلة بالنقاش الراهن الدائر على المستوى الدولي من مثل المسائل المتعلقة بالتنمية المستدامة ومنظومات الدفاع الإقليمية·