بين تأكيد وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة شريف رحماني على عزم الجزائر جعل قطاع السياحة أولوية، وإبداء المستثمرين الفرنسيين التابعين لحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف" اهتمامهم بالسوق الجزائرية في مجال السياحة، يتبين مرة أخرى أن هذا القطاع يحمل إمكانيات وفرصا هامة يجعله في مقدمة القطاعات التي بإمكانها إحداث الديناميكية الاقتصادية المرجوة· وكان اللقاء الذي جمع أول أمس بباريس شريف رحماني بوفد عن رجال الأعمال الفرنسيين فرصة لممثل الحكومة شدد فيها على عزم الجزائر لجعل السياحة أولوية وقطاعا يجب تطويره على غرار قطاعات الصناعة والفلاحة والإبتكار· وأوضح كذلك في ندوة صحفية على هامش الصالون الدولي للسياحة، أن "هذا المسعى يندرج في إطار تطوير عدد من الفرص بغية التحضير لما بعد النفط"، مشيرا إلى دراسة حول قطاع السياحة في الجزائر سمحت بتحديد نقاط قوته وضعفه بالإضافة إلى تطلعات السياحة الوطنية والدولية· وفي هذا السياق ذكر بالحركيات التي ينبغي أن تشكل مسارا لتطبيق المخطط الوطني للتهيئة السياحية الذي يشمل "مخطط أقطاب الإمتياز السياحي" و"مخطط نوعية السياحة" و"الشراكة بين القطاعين العام والخاص" وكذا "مخطط التمويل العملي في السياحة" فضلا عن مخطط "وجهة الجزائر" الذي يهدف إلى "تحسين صورة وسمعة الجزائر اللتين شوههما الإرهاب"· واستبعد الوزير فكرة "الكل السياحي" من أجل الدفاع عن خيار إنشاء 7 أقطاب سياحية· ورافع من أجل ترقية نوعية الخدمات السياحية ومن أجل العمل على "طمأنة" السياح عن طريق منحهم تسهيلات للحصول على تأشيرات الدخول إلى التراب الوطني والنقل والإجراءات الجمركية· وقال رحماني "إننا نرغب في استحداث روابط جديدة ذكية مع جميع المتعاملين في قطاع السياحة حتى يصبحون شركاء لنا وذلك قد يتحقق بفضل تسيير مجدد"· ولم يكن غريبا أن يركز الصحافيون الحاضرون في الندوة الصحافية على الجانب الأمني في استفساراتهم، وحول هذا الموضوع أكد أن "الخطر المنعدم لا يوجد" وعلى غرار العالم بأسره "هناك تهديد ينبغي مواجهته"، وذكر أن "الجزائر عانت بمفردها كثيرا ومنذ زمن طويل من همجية الإرهاب الذي أضر بصورتها إلاّ أنها خرجت من هذه المرحلة العصيبة بفضل سياسة المصالحة الوطنية" · ولذلك دعا رحماني إلى ضرورة "كسر الصورة التي تظهر الجزائر كبلد يتخبط في العنف" · من جانب آخر أشار إلى أن الجزائر لا تريد تقليد جيرانها في سياستهم السياحية حتى وإن كانوا ينتمون إلى نفس الفضاء الجغرافي، وقال أنها فضّلت مسارا يتمثل "في الإستفادة من هذه السياسات لتكييفها مع ثقافتنا وبيئتنا واستراتيجيتنا" · ولم يفوت الفرصة للإشارة إلى التسهيلات التي تقدم للمستثمرين علاوة على المشاريع الكبرى التي ستشرع وزارته في تنفيذها على غرار إنشاء "دار الجزائر" في فرنسا رحماني اليوم بفرنسا عن إنشاء "دار الجزائر" قريبا بفرنسا ستكون بمثابة واجهة ومؤسسة تمثل الجزائر وتعمل على "تصحيح صورة الجزائر وترقيتها وتطوير نوعية المنتوج السياحي الجزائري والترويج له في فرنسا التي تعتبر من أهم الأسواق بالنسبة للجزائر· وأشار الوزير إلى أن مسؤولين من مكتب الدراسات "اوديت فرانس" ومن "دار فرنسا" سيقومون بزيارة للجزائر في الأسبوع القادم لدراسة ومناقشة هذا المشروع مع مسؤولين من وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة الجزائرية· وأعلن كذلك عن الشروع قريبا في إنجاز مدرستين للسياحة بكل من تيبازة وعين تيموشنت ستتكفل بتكوين مستخدمي القطاع السياحي مع توخي متطلبات الامتياز والجودة، علاوة على حديقة "دنيا" الحضرية العملاقة قرب الجزائر التي ستنطلق أشغال إنجازها في شهر أفريل المقبل، مشيرا إلى أنها ستكون "أكبر حديقة حضرية في العالم وتتربع على مساحة 700 هكتار"· على صعيد آخر أكد الوزير انشغال الحكومة بصيغ النقل الجوي وفق "الأسعار المنخفضة" أوالسماء المفتوحة (أوبن سكاي) موضحا أن "الجزائر تتفاوض حول انضمامها إلى المنظمة العالمية للتجارة وأن صيغها التي لا تخيفنا تشكل بالنسبة إلينا فرصة وإننا بصدد التحضير لها وكانت مشاركة الجزائر في الصالون الدولي للسياحة بباريس هذه المرة مميزة وهو ما جعل مديرة الصالون السيدة ألات ألفاياز فوري تقول أن وجهة الجزائر التي تستقطب الفرنسيين لها من الوسائل ما يتيح لها الحصول من جديد على "حصة هامة" في السوق السياحية لاسيما في منطقة المتوسط· وفي تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أكدت أن الجزائر "سوق تحظى باهتمام السياح الفرنسيين" لاسيما بما تزخر به من قدرات في منطقة الجنوب الجزائري، إضافة إلى السياحة الثقافية التي يسجل حولها طلب كبير، مشيرة إلى المواقع التاريخية الجزائرية السبعة المصنفة من قبل منظمة اليونيسكو ضمن التراث العالمي· حقيقية للتفتح بالجزائر من شأنها كما قالت جعل الجزائر تحصل من جديد على "حصة هامة" في السوق خاصة في منطقة المتوسط·من جهته قال السفير الفرنسي المكلف بمشروع الاتحاد المتوسطي السيد ألان لوروا، إن "الجزائر تزخر بقدرات سياحية هامة"، مؤكدا وجود اهتمام ثنائي وإقليمي "حان وقت تجسيده سويا"· واعتبر أن المخطط المدير الخاص بتطوير السياحة الذي عرضه السيد رحماني على حركة المؤسسات الفرنسية "شفاف ومهيكل بإحكام"· بدورها أشارت الوزيرة الأولى الفرنسية السابقة السيدة ايديث كريسون إلى أن الجزائروفرنسا "بإمكانهما المضي قدما" بالنظر لكثرة مشاريع تطوير السياحة في الجزائر· للتذكير شاركت الجزائر في الصالون العالمي للسياحة بحوالي 40 متعاملا سياحيا من بينهم الديوان الوطني للسياحة ومجمع "غاستور" ووكالات سياحية ومتعاملون في مجال الفندقة موزعين على جناح يتربع على مساحة 153 مترا مربعا·