عبرت جمعية تراث، عن استعدادها للمشاركة في فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الاسلامية، من خلال برنامج ثري قامت بتحضيره منذ شهور.الجمعية لا تزال تنتظر إشارة الموافقة من وزارة الثقافة قصد المشاركة، علما أن طلب المشاركة كان قد قدم رفقة البرنامج الخاص للجمعية منذ 6 أشهر. في لقائه مع ''المساء''، أشار السيد توفيق صابر رئيس الجمعية، أن هذه الأخيرة قدمت ملف المشاركة لوزارة الثقافة منذ 6 أشهر، ولا تزال تنتظر الرد وهذا بعدما اجتهدت في تجميع مادة ثقافية وفنية ثقيلة قصد تقديمها للجمهور. يتضمن البرنامج العديد من الألوان الفنية والفكرية، لعل أهمها التراث غير المادي المتمثل في القصص الشعبية التي ستقدم من خلال المسرح والفيديو. السيد توفيق لايزال متفائلا برد وزارة الثقافة، كي تقدم الجمعية جهودها للجمهور الذي يجهل الكثير من كنوز بلاده الثقافية المترامية عبر أصقاع وطنه، إضافة إلى إبراز مجهودات الشباب الذين اجتهدوا في جمع هذا التراث المنسي من باب التحسيس بضرورة الحفاظ عليه من الاندثار، وقد أكد المتحدث أن هؤلاء الشباب جمعوا مادة التراث هذه من ''الوالين'' عبر مختلف مناطق الوطن والشيوخ الذين لاتزال ذاكرتهم تحتفظ بالكثير. للإشارة، فإن جمعية ''تراث'' التي يقع مقرها بحي باب الوادي تأسست سنة 1995 بحي القصبة، وبالضبط بالمتحف الوطني للفنون الشعبية وأغلب أعضائها فنانين وإطارات تخرجت من معاهد الفنون الجميلة ومن المتاحف. يقول السيد توفيق ''إقامتنا بحي القصبة العتيق في بدايات الجمعية، جعلنا نحس بنوع من الالتزام نحو تراث بلادنا وتاريخه، وبالتالي تحركنا قصد تقديم ما يمكن تقديمه عبر مختلف المشاريع التي تنصب كلها على المحافظة على تراث الجزائر أينما وجد. ''تراث''، كان اسمها في البداية فسيفساء اعتنت بالتاريخ والآثار، والشعر والأدب الشعبي والصورة الفوتوغرافية، وغيرها. حاولت ''تراث'' إخراج مشاريعها من حدود مقرها لتغرسها في الشارع البسيط، وجلبت إليها عموم الشباب حتى ذلك الشباب غير المكون والبطال من خلال توعيته وإقحامه في مختلف المشاريع، ليكون أداة فعالة لخدمة وطنه عوض الاستسلام لليأس والفراغ، وهكذا كونت منه مجموعات عمل تنشط في الميدان وتجمع ما يمكن تجميعه من تراث شعبي. من جهة أخرى، فتحت اختصاصات مختلفة في كل مشروع توكل لشباب مختص فيها كالفن التشكيلي والسياحة الثقافية والتراث، وهكذا كل في موقعه وفي مصلحة مستقلة عن الأخرى. أنجزت الجمعية عدة مشاريع منذ انطلاقها بالتعاون مع وزارة الثقافة وجمعيات أخرى، كما فتحت عدة ورشات للعمل والإبداع آخرها مشروع ''أقسام التراث'' الخاصة بالطفل من 5 سنوات فما فوق، ويتكون المشروع من 4 ورشات هي ''أرسم مدينتك''، وتنظم فيها زيارات للمدن لملاقاة أطفالها، الذين يطلب منهم رسم ما يريدونه عن مدينتهم، وهناك ورشة ''أحكي مدينتك'' و''نظرة صغيرة عن التراث''، ويستفيد الأطفال وبعض الشباب من آلات تصوير لالتقاط صور عن المدن والشوارع الجزائرية، يتم تقديمها في معرض خاص يدعى إليه الأولياء والخبراء (علم الاجتماع والنفس) وفنانون ويفتح نقاش عن المعرض، والهدف من هذه المبادرة، حث الطفل والشباب على التحكم في نظرته نحو مجتمعه ومحيطه، وكي يحضر بشكل بناء لاكتساب صفة المواطنة الحقة البعيدة عن الديماغوجية الجوفاء، إضافة إلى العمل على مساعدة الطفل في بناء فكره من خلال التأطير والهيكلة. للتذكير، شاركت ''تراث'' في العديد من التظاهرات الدولية منها فرنسا، تونس، المغرب وغيرها وحازت على الإعجاب والتقدير.