ترك الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع لائحة فلسطينية لإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة صدمة في الأوساط الفلسطينية والعربية التي عقدت آمالا كبيرة على إدانة إسرائيل عبر هذه الهيئة الأممية.ونفذت الولاياتالمتحدة تهديدها باستخدام حق النقض لإسقاط مشروع القرار العربي الذي يدين سياسة الاستيطان الإسرائيلية بعد أن استعملت ورقة حق النقض في وجه مشروع هذا القرار الذي حظي بتأييد باقي أعضاء مجلس الأمن الدولي ال.14 وبعد أن خسرت الرهان أمام مجلس الأمن الدولي قررت القيادة الفلسطينية نقل مسألة الاستيطان إلى أمام الجمعية العامة الأممية للخروج بلائحة صريحة بخصوص هذه القضية تقوي موقفها بالعودة مجددا إلى مجلس الأمن. وقال ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ''إن قرارنا الآن التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاستصدار قرار اممي ضد الاستيطان وإدانته والتأكيد على عدم شرعيته وسنعيد بعدها طرح المشروع لإدانة الاستيطان عبر مجلس الأمن الدولي''. وأكد أن ''الفيتو الأمريكي لن يوقف تحركنا باتجاه الهيئات الدولية ولن يوقف إرادتنا نحو الحرية والاستقلال''، مؤكدا انه ''ستكون لدينا إجراءات سياسية أخرى'' بدون أن يفصح عن طبيعتها. وأكدت القيادة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية بموقفها هذا تدفع بالطرف الفلسطيني إلى إعادة النظر في عملية المفاوضات مع إسرائيل. وكشف الفيتو الأمريكي أن الولاياتالمتحدة كذبت في ادعائها بضرورة وقف الاستيطان من اجل تفعيل العملية السلمية المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أكد أن إعلانها قبل أشهر عن تراجعها عن ممارسة ضغوط على حكومة الاحتلال لحملها على تجميد بنائها الاستيطاني لم يكن سوى خدعة لجأت إليها واشنطن لنفض يديها نهائيا من هذه المسألة. والحقيقة أن الإدارة الأمريكية التي فشلت في حسم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بسبب انحيازها المفضوح لإسرائيل لم تمارس أية ضغوط على هذه الأخيرة بل عملت من اجل تكريس المنطق الإسرائيلي الاستيطاني والتهويدي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وكان الفيتو الأمريكي أثار ردود فعل فلسطينية ودولية مستنكرة حيث اعتبر صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ذلك بأنه ''أمر يثير الاستغراب ولا يمكن تبريره''. واعتبرت جبهة النضال الشعبي الفلسطينية أن استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية لحق النقض كشف عن حقيقة الموقف الأمريكي الحقيقي وانحيازه الكامل لحكومة الاحتلال. ونفس الموقف عبرت عنه حركة المقاومة الإسلامية ''حماس'' التي اعتبرت الخطوة الأمريكية دليل على انحيازها الكامل للاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى انه لم يعد هناك أي مبرر للاستمرار في مسيرة التسوية. وعبرت الأمانة العامة للجامعة العربية عن إدانتها الشديدة ووصفت الموقف الأمريكي بأنه ''خطوة أمريكية مستهجنة وغير مبررة وتصب في تشجيع المعتدي الإسرائيلي لانتهاك قرارات الشرعية الدولية. وجاء موقف القاهرة مطابقا لتطلعات صناع ثورة 25 جانفي بعد أن أدانت بشدة الخطوة الأمريكية واعتبرت بأنها ''ستلحق المزيد من الضرر بمصداقيتها كوسيط في جهود تحقيق السلام'' في الشرق الأوسط. وأعرب عديد المسؤولين الغربيين عن تأسفهم للقرار الأمريكي بإسقاط مشروع القرار الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي حيث ذكر الاتحاد الأوروبي ومعظم الدول الأعضاء به بمواقفهم الرافضة للاستيطان والمنادية بضرورة وقفه من اجل إعطاء فرصة لعملية السلام. وعلى نقيض هذه المواقف المستنكرة سارعت إسرائيل إلى الترحيب بالخطوة الأمريكية وأعربت عن ''تقديرها العميق لهذه الخطوة، ''مشيرة إلى أن القرار الأمريكي ''يثبت أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام يتمثل ''في إجراء مفاوضات مباشرة وليس بالتوجه إلى مؤسسات وهيئات دولية''.