نظمت جامعة بوزريعة (قسم الفلسفة)، أمس الأحد، ندوة فكرية حول المفكّر الرّاحل عبد الله شريط الذي ترك فراغا في مجال البحث والتأطير العلمي شارك في الندوة جمع من تلامذة الرّاحل منهم الدكتور عمر بوساحة الذي كان قد أشار في أحد الملتقيات إلى مكانة هذا الفيلسوف التي لا تعوض. فتحت الندوة نقاشات حول رمزية الرجل الموسوعة ونضاله السياسي والثقافي سواء أثناء تاريخ الحركة الوطنية أو في الثورة أو بعد الاستقلال. استحق شريط لقب عميد الفلاسفة الجزائريين لتبنّيه أفكارا واضحة وجريئة لا تخاف في الحق لومة لائم ولا تعرف التملّق، ناضل من أجل مشروعه الفكري الهادف إلى تحديث وتنوير المجتمع الجزائري وركّز في مسيرته على التربية والتعليم وألّف في هذا الجانب عشرات الكتب والمقالات. كما فتح الرّاحل جدلا في محتوى البرامج التربوية مركزا على قضية لغة التعليم التي نادى فيها إلى استعمال العربية كوسيلة للمعرفة، رافضا من جهة أخرى أي تعصّب للغة الضاد، إذ أن أية لغة تتطلّب التجديد والعصرنة كي تخرج من إطار الجمود والتحنيط وحتى تكون قادرة على مسايرة المعرفة. الراحل كان يرى في الثقافة الأداة الأولى للبناء الحضاري، فالتنمية لا تنجح ولا تدوم دون بناء الإنسان.