كشف السيد يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم أن الشركة البترولية البريطانية بريتيش بتروليوم ''بي بي'' قررت التراجع عن مخطط التنازل عن أصولها في الجزائر'' للشركة الروسية ''تي أن كا'' مقدرا بأن أسباب هذا التراجع قد تعود لكون الشركة البريطانية لم تعد في حاجة إلى سيولة لمواجهة عواقب الكارثة النفطية التي وقعت بخليج المكسيك. وفي حين لم يقدم السيد يوسفي في حوار أجراه أول أمس، مع وكالة أنباء ''داو جونز'' الأمريكية، أية أسباب أخرى عن تغيير ''بي بي'' لقرارها المتضمن بيع أصولها بالجزائر، إلا أن الوكالة الأمريكية المتخصصة في مجالي الطاقة والمالية سجلت عدم صدور أي نفي لما ورد عن الوزير الجزائري من قبل الشركة الروسية، بالرغم من إعلان هذه الأخيرة قبل أسبوع عن اهتمامها المستمر بشراء أصول العملاق البريطاني بالجزائر. وقد حرص وزير الطاقة والمناجم على التأكيد بأن بيع إعلان الشركة البريطانية ''بي بي'' عن بيع أصولها بالجزائر لم تكن له أية علاقة مع الوضع في الجزائر وإنما راجع لأسباب ذاتية مرتبطة بالظروف والمشاكل التي عانت منها الشركة، قائلا في هذا الشأن ''ربما تكون(بي بي) قد عالجت كل مشاكلها، المترتبة عن الأزمة التي مرت بها، ومسؤولوها يدركون جيدا حجم الإمكانات والفرص المتاحة لديهم في مجال البترول والغاز بالجزائر ولذلك قرروا البقاء''. كما ذكر الوزير بأنه حتى في ظل أزمة أمنية خانقة وتصاعد العمل الإرهابي في الجزائر في سنوات التسعينيات، ظل نشاط قطاع المحروقات مستمرا ولم يتأثر الإنتاج بفعل تلك الأحداث الأليمة وهذا في رده عن سؤال حول المخاوف المعبر عنها حول إمكانية انتقال عدوى الأحداث التي شهدتها تونس ومصر وحاليا ليبيا إلى الجزائر وتخوف بعض الشركات من تأثير الحركات الاحتجاجية على ديمومة النشاط النفطي بالجزائر.. وللتذكير كانت بريتيش بتروليوم قد أعلنت عن بيع أصول لها في عدد من الدول لتمويل حساباتها وتغطية حاجياتها من الموارد المالية التي خصصتها لمعالجة الكارثة النفطية التي واجهتها بفعل تسرب البترول في خليج المكسيك والتي بلغت 30 مليار دولار. وتعتبر ''بي بي'' أول مستثمر أجنبي في الجزائر في مجال المحروقات، حيث بلغت قيمة استثماراتها 5 ملايير دولار منذ سنة 1995 وهي تنشط على مستوى مشروعين ضخمين للغاز الطبيعي بكل من عين صالح وعين امناس، كما تساهم في مشروعي التنقيب ''رورد البغل'' والاستكشاف بحقل ''بورارات'' بمنطقة عين امناس. وكانت الجزائر قد تحفظت رسميا على خطط الشركة البريطانية لبيع أصولها إلى الشركة الروسية ''تي أن كا'' والتي تعود ملكيتها لرجل الأعمال الروسي مايكل فريدمان المساهم الرئيسي في شركة الاتصالات ''فيمبلكوم'' والتي كانت تضغط أيضا لدخول السوق الجزائرية من خلال صفقة الاستحواذ على أصول ''اوراسكوم تليكوم القابضة'' قبل أن تتدخل الحكومة الجزائرية لتضع حدا لمحاولات المتعامل المصري التصرف في فرعه بالجزائر دون المرور على الجهات الرسمية التي تعود لها الأولوية في شراء أصول هذا الفرع الجاري تقييمه في الوقت الراهن. ولجأت الجزائر في إطار التعامل مع قرار ''بي بي'' بيع أصولها إلى استعمال حق الشفعة الذي ينص عليه قانون الاستثمار لتمكين الشركة الوطنية ''سوناطراك'' من شراء أصول شركة ''بريتيش بتروليوم'' المقدرة ب3 ملايير دولار، مع الإشارة إلى أن قرار شراء أصول ''بي بي'' بالجزائر من قبل الشركة الروسية ''تي أن كا- بي بي'' تم الإعلان عنه من قبل رئيس مجلس مدراء المجمع البترولي الروسي خلال زيارته إلى الجزائر شهر أكتوبر الفارط ضمن البعثة الاقتصادية التي رافقت الرئيس الروسي السيد ديمتري مدفيديف.