نفى وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس أمس، تسجيل حالات مصابة بانفلونزا الخنازير في الجزائر، والتي قال بخصوصها أنها تتعلق بفيروس مفبرك ولا وجود له، مؤكدا في سياق متصل أن عدد الوفيات التي تم إحصاؤها منذ شهر أكتوبر 2010 لم تتعد أربع حالات على المستوى الوطني من ضمن 878 حالة مصابة بالأنفلونزا، حيث أن الأمر يتعلق بأشخاص مسنين يعانون من أمراض مزمنة. وأضاف المسؤول الأول على قطاع الصحة أنه لا وجود لانفلونزا الخنازير في الجزائر، والتي لم تكن سوى مجرد فيروس مفبرك من طرف ثلاثة مخابر أجنبية استطاعت أن تجني ما قدره 9 ملايير دولار في ظرف ستة أشهر، حيث كانت منظمة الصحة العالمية قد أقرت منذ بضعة أشهر بأن انفلونزا الخنازير كمصطلح علمي لم يعد له وجود. واعتبر الوزير خلال لقاء صحفي بمقر الوزارة حول الحالة الوبائية للانفلونزا النتائج المسجلة منذ شهر أكتوبر2010 إلى يومنا هذا بمثابة مؤشر إيجابي على فعالية الآليات التي اتخذتها وزارة الصحة في السنوات الأخيرة، مبرزا أن الفضل يعود إلى جهاز الرقابة بمخبر الجزائر للانفلونزا الذي يضمن مراقبة أسبوعية منذ خمس سنوات، وهو ما سمح للمخبر بأن يتحول إلى مرجع إفريقي بإقرار من منظمة الصحة العالمية. وفي نفس السياق أشار وزير الصحة إلى أن ما يتم تسجيله حاليا من حالات الانفلونزا يرتبط أساسا بالانفلونزا الموسمية التي ينشط فيروسها في فصل الشتاء، ملفتا إلى أن معظم الحالات المسجلة هي حالات منفردة باستثناء حالة الإصابة الجماعية التي استهدفت مؤخرا 10 حالات بولاية عين الدفلى. مما يدعو المواطن الجزائري للاطمئنان في ظل المعطيات التي تكشف بأن حالات الوفيات المسجلة بسبب الانفلونزا الموسمية في العديد من دول الحوض المتوسطي تفوق كثيرا تلك المسجلة بالجزائر. ومن جهته أوضح مدير الوقاية بوزارة الصحة البروفيسور مصباح أن معظم حالات الانفلونزا الموسمية المسجلة سببها الفيروسين ''أ'' و''ب''، مؤكدا ان الوقاية لا تتطلب سوى احترام شروط النظافة على غرار غسل اليدين والالتزام بالتلقيح ضد الانفلونزا الموسمية، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 سنة نظرا لضعف جهازهم المناعي. ويذكر في هذا الإطار أن الوزارة المعنية جلبت خلال موسم 2010-2011 ما قدره 2.22000.0 جرعة من اللقاح المضاد للانفلونزا الموسمية وهو ما يمثل ضعف الكمية التي تم جلبها سنة .2009 وفي مداخلتها نبهت الدكتورة عمراني شريحة المسنين وذوي الأمراض المزمنة والنساء الحوامل وعمال السلك الطبي إلى ضرورة التلقيح، مضيفة أنه في معظم الحالات يمكن الشفاء من الانفلونزا الموسمية بالدواء أو بدونه، إلا أن بعض الحالات الاستثنائية تدعو للقلق بسبب مضاعفات الانفلونزا. وأضافت الدكتورة أنه تحسبا لهذه الحالات الاستثنائية جهزت الوزارة المعنية المستشفيات بأسرة خاصة على مستوى مصالح طب الأطفال، أمراض النساء، الأمراض التنفسية والإنعاش. وشرح بدوره الدكتور فوزي درار بأن الانفلونزا الموسمية من مشاكل الصحة العمومية نظرا لكونها معدية، ومن أعراضها الحمى، السعال وأعراض أخرى قد تظهر كما قد لا تظهر على غرار آلام المفاصل، حيث أن هناك ثلاثة أنواع من الفيروسات تتسبب فيها، وهي ''أ''، ''ب'' و''سي''. علما أن الفيروس''ب'' هو الأكثر انتشارا في الجزائر.