حينما أردت أن أرفع قلمي لأكتب عبارات المواساة أحسست وكأنني أعرفك منذ مدة يا علي التقيتك مرة واحدة فقط وأنت تمزح معي بطلاقة لسانك قدمت لي تشجيعا بقي بالنسبة لي رسالة يجب المحافظة عليها في الحقل الإعلامي. حينما نزل الخبر كالصاعقة هز كياني وأدركت حينها أن الرجال لن يموتوا لأن أرواحهم تبقى خالدة طاهرة تمنيت يا علي أن أجادلك وأتحدث معك وأغوص في عمقك لأعرفك جيدا لكنك رحلت عنا وتركت لي ذكريات مدتها قصيرة أمام مخرج الجريدة بالقبة وهو المقر القديم بعدها عرفتك أكثر من خلال مقالاتك اليومية التي كانت تصدر من عمقك الإعلامي فكبرت كتاباتك وكبرت أنت معها في عيون الجميع. أقول لك يا زميلي أنك رحلت وأعلم أنك لن تعود لكني سأظل أتذكرك ثانية ثانية، دقيقة دقيقة، ساعة ساعة، يوما يوما، شهر بعد شهر، سنة تليها أخرى أنا وزملائي في الجريدة. ربما تأخرت في كتابة هذه الأسطر وليعلم الله أنني أخذت القلم بحبره الأسود كسواد يوم رحيلك عني وعن محبيك ورفقاء الدرب وعائلتك وقريتك. تركت قلمك أمانة بين أيدي الزملاء لأنه سوف لن يكتب أي حرف ولن يكون أيضا توقيعك على صفحات ''الجريدة'' لكنك وقعت ببصماتك على قلبي وقلوب كل الأسرة الاعلامية لن تمحوها الأيام وحتى الشهور ''علي يونسي'' أنت اليوم في وحدتك مغطى بثراء من طيب وريحان وعطر الذكريات وحدها تؤنسني، لكني أقول لك وداعا يا علي وداعا يا يونسي وداعا أيها الأخ الكريم وداعا أيها ''الحنون'' ستبقى إعلاميا ستبقى رمزا اخترت يوم النصر لأمجدك كما نمجد كل من أعطى الكثير لهذا الوطن الحبيب. فنم قرير العين ياعين ''المساء'' التي لن تغمض ووداعا يا علي. أخوك مبارك عبد الكريم