حظي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس باستقبال بهيج من قبل سكان ولاية تمنراست الذين خرجوا إلى شوارع المدينة متحَدّين الحرارة الشديدة، منادين بحياة الرئيس الذي استهل زيارته بتدشين النصب التذكاري ''يلامان''، وأعطى من خلاله إشارة وصول مياه عين صالح الجوفية إلى مدينة تمنراست، معلنا بذلك وفاءه بالعهد الذي ضربه لسكان المنطقة قبل ثلاث سنوات. وقد خرج مواطنو الولاية منذ الصبيحة إلى الشارع الموصل إلى ساحة ''تهقارت'' بوسط مدينة تمنراست حاملين الرايات الوطنية وصور الرئيس بوتفليقة الذي جدد العهد مع زياراته الميدانية إلى الجزائر العميقة انطلاقا من هذه الولاية الحدودية، حاملا لها مجموعة من الإنجازات التي ستبقى تفتخر بها، وفي مقدمتها مشروع تحويل المياه الذي تجسد معه حلم السكان وانتهت به معاناتهم الطويلة مع الندرة الحادة في المياه التي كانت تعرفها هذه المنطقة الصحراوية. وتخليدا لهذا المشروع التاريخي بدأ السيد عبد العزيز بوتفليقة زيارته للولاية من النصب التذكاري الجديد الذي يجسد تصميم جبل ''يلا مان'' الذي تنبعث منه الحياة وهو في شكل نافورة تخرج من قمتها المياه، قام الرئيس بوتفليقة بتشغيلها. وبعدها ترجّل الرئيس على طول النهج المحاذي للساحة محييا الجماهير التي خرجت لاستقباله، وسط أنغام وأهازيج الفرق الفلكلورية التي رسمت برقصاتها بعض مظاهر حياة قبائل ''الطوارق'' وبطلقات البارود المنبعث من فرقة فرسان الجمال التي استوت على حواف الساحة، ليشرع عقب ذلك في سلسلة التدشينات التي شملت المشاريع التنموية الجديدة التي استفادت منها الولاية، وعلى رأسها المشروع العملاق لتحويل المياه. هذا المشروع الضخم الذي رصدت له الدولة ميزانية استثنائية بلغت 197 مليار دينار سيضمن في مرحلته الأولى تزويد سكان مدينة تمنراست وبلدياتها ب50 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب إلى غضون سنة ,2050 بمعدل توزيع يومي مقدر ب250 مترا مكعبا يوميا، فيما ستصل الكمية النهائية التي سيزود بها المشروع سكان المنطقة 100 ألف متر مكعب. وقد اقتضى الحرص على ضمان ديمومة التزويد بهذه الكمية من المياه مراعاة ديمومة التزود بإنجاز الخزان الرئيسي للمياه في شكل خزانين بسعة 50 ألف متر مكعب لكل منهما كما تمت تهيئة شبكة التوزيع من خلال وضع أنبوبين لنقل المياه، وذلك للتمكن من إجراء عمليات الصيانة والتطهير دون الإخلال بحركية التزويد بالمياه. ومن بين المنشآت الهامة الملحقة بالمشروع والتي دشنها الرئيس بوتفليقة أمس مخبر التحاليل وإحدى محطات الضخ الست التي يشملها المشروع علاوة على مركز مراقبة تسيير عملية التموين بالمياه، حيث توقف السيد بوتفليقة على نوعية التجهيزات التكنولوجية التي تضمن السير الجيد لكل منشآت المشروع العملاق، وسجل لحظة تاريخية مع هذا الأخير من خلال شربه المياه المتدفقة من حنفية المركز. كما أشرف الرئيس بالمناسبة على التدشين الرسمي لشطر الطريق العابر للصحراء والممتد بين تمنراست وعين قزام على مسافة 420 كلم وهو يمثل آخر شطر من حصة الجزائر في المشروع الإفريقي الذي يربط الجزائر بلاغوس بنيجيريا على مسافة تفوق 9آلاف كلم. ومن ضمن المشاريع الحيوية الجديدة التي استفادت منها ولاية تمنراست أيضا، دشن السيد بوتفليقة القطب الحضري ''أدريان'' الذي يضم 1028 مسكنا وعدة تجهيزات، منها مدرستان، ابتدائية ومتوسطة وعيادة متعددة الخدمات ومكتبة ومقر للبلدية ومحلات تجارية لفائدة الشباب، وهي كلها مشاريع تندرج في إطار البرامج التنموية المخصصة لولاية تمنراست في إطار المخطط الخماسي 2005-,2009 والذي بلغت فيه حصة الولاية 118.312 مليار دينار، بينما بلغت حصة الولاية من البرنامج التنموي للخماسي 2010-,2014 قرابة 244 مليار دينار موجهة بشكل أساسي لدعم شبكة الهياكل القاعدية للولاية من خلال إنجاز 12 عملية في إطار مشاريع التزويد بالمياه، 24 عملية في إطار مشاريع التطهير، انجاز محطة لتصفية المياه، تهيئة 250 كلم من الطرق وبناء منشأة فنية جديدة، تعبيد 360 كلم من الطريق الوطني رقم ,1 علاوة على بناء 5 إكماليات و5 مدارس ابتدائية و9 قاعات تدريس ومشاريع أخرى تشمل مختلف قطاعات الحياة.