أكد مدير العلاقات الخارجية وإطار مسير بالغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد قادري في تصريح ل''المساء'' أن فاتورة الواردات من قطع الغيار تسجل ارتفاعا سنويا بنسبة 40 بالمائة مضيفا أن الصالون الوطني المنعكس الخاص بالمناولة الذي نظم بالعاصمة يندرج ضمن الآليات المعتمدة من طرف الحكومة والرامية إلى إعادة الاعتبار للمنتوج الوطني وتقليص الفاتورة السنوية التي تكلف خزينة الدولة أموالا باهظة، في الوقت الذي تتوفر فيه الجزائر على إمكانيات قادرة على تغطية السوق الوطنية ولو بنسبة محدودة في مرحلة أولى. وأوضح المتحدث أن نفس الفاتورة التي قفزت من 1,5 مليار دولار سنة 2005 إلى ما يقارب ال 6,8 ملايير دولار مرشحة للارتفاع أكثر في حالة بقاء الاوضاع على حالها، حيث تلجأ الشركات الوطنية لاسيما الكبرى إلى استيراد ما تحتاجه من قطع من الخارج متجاهلة ما ينتج محليا حتى وإن كان أحسن جودة من المستورد. وكشف ممثل الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة ''كاسي'' المنظمة للصالون المعكوس للمناولة بالمناسبة أن الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار ''اندي '' قامت خلال هذا الحدث الهام الذي دام أربعة أيام، بإحصاء صناع الاستثمارات وفرص إقامة المشاريع بين الشركات العارضة لاحتياجاتها والمؤسسات المنتجة لقطع الغيار بمختلف أنواعها والناشطة في مجال الصيانة. وأضاف المتحدث أن الوكالة بصدد إصدار دليل أفكار مشاريع يتضمن مجمع ما تم من لقاءات خلال الصالون بين كبرى الشركات كشركة سوناطراك والخطوط الجوية الجزائرية والشركة الوطنية لإنتاج السيارات الصناعية التي اكتشفت -حسب محدثنا - أن بعض ما تحتاجه من قطع الصيانة متوفرة لدى بعض المؤسسات المتوسطة والصغيرة وبالجودة المطلوبة. ومن جهة أخرى، أشار صاحب شركة جزائرية لإنتاج قطع غيار السيارات الذي شارك في صالون المناولة المعكوس إلى أن من 30 إلى 40 مؤسسة جزائرية قادرة على توفير القطع والصيانة لمشروع مركب ''رونو'' الذي يوجد محل تفاوض بين الطرفين الجزائري والفرنسي . كما أكد أن الدولة مطالبة بحماية الإنتاج المحلي أمام الإنتاج المستورد كما تفعل جميع الدول وذلك بفرض الرسوم على الواردات بنسب تضمن لما هو محلي الانتعاش وتغطية احتياجات السوق. ودعا من جهته العديد من أصحاب المناولات الذين زاروا الصالون المعكوس، الذي أسدل عنه الستار عنه نهاية الأسبوع، السلطات العمومية في البلاد إلى اتخاذ إجراءات وتدابير تحفيزية لتمكين الإنتاج الوطني من اخذ المكانة اللائقة به في السوق الوطنية. وتأتي هذه الدعوة بعد أن سجل هؤلاء ارتياحا واهتماما كبيرين لدى الشركات الوطنية الكبرى التي عرضت حاجياتها في مجال الصيانة وكذا المناولون حيث أكد لنا احد الزوار صاحب مؤسسة متخصصة في الصيانة أن الاتصال بسوناطراك مثلا أو شركة الخطوط الجوية والتحدث لممثليها كان أمرا شبه مستحيل حيث لم يكن ممكنا إلا خلال هذا الصالون الخاص بالمناولة الذي اجمع المشاركون فيه على أنه كان فرصة سانحة أمام الشركات الوطنية العمومية والخاصة من جهة والمؤسسات المتوسطة والصغيرة من جهة أخرى سمحت لالتقاء الطرفين وعرض آفاق الشراكة بينها.