عقد ممثلو المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في الجزائر اجتماعا لتقييم احتياجات اللاجئين الصحراويين على ضوء الزيارة الأخيرة التي قاموا بها إلى المخيمات وشارك فيه عدد من السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر. وقال عبد الكريم غول ممثل المفوضية الأممية العليا للاجئين إن المفوضية قدرت احتياجات اللاجئين الصحراويين بأكثر من 26 مليون دولار في وقت تمكنت فيه من جمع ما قيمته 13 مليون دولار فقط خلال العام الجاري وتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال العام المقبل. وأضاف أن الزيارة التي تم تنظيمها في الفترة الممتدة ما بين الثاني إلى السادس أفريل الماضي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين تأتي في إطار جهود منظمة الأممالمتحدة من اجل لفت انتباه المجموعة الدولية للوضعية الإنسانية الصعبة التي يعاني منها اللاجئون الصحراويون بهدف حشد المزيد من الدعم المالي لتلبية هذه الاحتياجات. من جانبه اعترف أسامة عصمان ممثل برنامج الأغذية العالمي في الجزائر بالصعوبات الكبيرة التي يعاني منها اللاجئون الصحراويون مما حتم على برنامج الأغذية العالمي تمديد مهمته في مخيمات اللاجئين أربعة أشهر إضافية وذلك إلى غاية شهر أفريل .2012 وأعلن انه انطلاقا من شهر ماي 2012 قررت المنظمة إطلاق برنامج جديد تأخذ فيه النشطات المتعلقة بالتغذية الاهتمام الأكبر بالنظر إلى وضعية اللاجئين. وأضاف أن هذا البرنامج يندرج في إطار استراتيجية للتعاون لمدة ثلاث سنوات بمساهمة كل الوكالات الأممية كما تأمل بذلك الحكومة الجزائرية. بالتزامن مع ذلك أكد محمد لمين بن شريف مدير حقوق الإنسان والشؤون الإنسانية بوزارة الخارجية الجزائرية التزام السلطات الجزائرية بتسهيل مهمة المنظمة الأممية في مساعدة اللاجئين الصحراويين وتوفير احتياجاتهم الإنسانية. ونظم كل من برنامج الأغذية العالمي والمفوضية العليا للاجئين بالتنسيق مع وزارة الخارجية الجزائرية زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف خلال الفترة الممتدة من الثاني إلى السادس أفريل الماضي. وقال مامادو مبايا ممثل الأممالمتحدةبالجزائر إن هذه الزيارة عرفت لأول مرة مشاركة كل من سفير سويسرا وسفير نيجيريا إضافة إلى انضمام دول جديدة وهي اليابان واوكرانيا وروسيا وبلجيكا مما سيعزز المساعي الرامية إلى إخراج قضية اللاجئين الصحراويين من خانة النسيان. وشاركت أيضا في هذه الزيارة التفقدية كل من ألمانيا وانغولا والبرازيل وفرنسا واندونيسيا وايطاليا وكندا واليابان واسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا والنمسا إضافة إلى ممثلين عن منظمات إنسانية دولية ومحلية مثل الوكالة الاسبانية من اجل التعاون الدولي والهلال الأحمر الجزائري ومنظمة ''صوليداريدا انترناشيونال''. وقد سمحت هذه الزيارة للمشاركين ببلورة فكرة عن قرب عن الواقع المعيشي الحقيقي الذي يعاني منه اللاجئين الصحراويين في مخيمات اللجوء وسط ظروف طبيعية صعبة زادها سوءا شح المساعدات الإنسانية. وفي هذا السياق وجهة يحيى بوحبيني رئيس الهلال الأحمر الصحراوي نداء إلى المجموعة الدولية بضرورة الالتفات إلى مأساة هؤلاء اللاجئين المستمرة منذ أكثر من 36 عاما. وقال إن اهتمام الدول المانحة اتجه أكثر نحو المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات التي تشهدها عديد المناطق في العالم مما وضع اللاجئين الصحراويين في المرتبة الثانية وهو ما انعكس سلبا على تلبية احتياجاتهم الضرورية.