تراهن ولاية بومرداس على استقطاب أكثر من 10 ملايين مصطاف خلال الموسم الصيفي الجاري يوزّعون على 27 شاطئا مسموحا للسباحة، وقد تمت تهيئة هذه الشواطئ بكل المرافق الضرورية لعلّ أهمها تهيئة الطرق المؤدية إليها والإنارة العمومية وحظائر السيارات وتوفير الأمن، وهي الخصائص التي جعلت من بومرداس مركز استقطاب عدد كبير من المصطافين حتى من المدن الساحلية الشهيرة بشواطئها مثل وهران، تيزي وزو وعين طاية وغيرها. كما تمت برمجة العديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية والرياضية بتراب الولاية للمزاوجة بين الاستجمام والترفيه.. تتوفر ولاية بومرداس (شرق الجزائر العاصمة) على 41 شاطئا ممتدا على ساحل يقارب 80 كلم، منها 27 شاطئا مسموحا للسباحة من المنتظر أن يستقطب أكثر من 10 ملايين مصطاف خلال الموسم الجاري .2011 ومن المنتظر أيضا أن يعرف شهر جويلية الجاري ذروة استقطاب المصطافين بالنظر إلى استقبال رمضان خلال شهر أوت كاملا، ''إلاّ أن هذا لا يمنع من ارتياد الشواطئ'' تقول السيدة صبرينة باشا مديرة السياحة لولاية بومرداس في لقاء خاص مع ''المساء'' وتواصل ''لقد سجلنا حضورا ملفتا للمصطافين حينما توسط رمضان شهر أوت من السنة المنصرمة سيما العائلات التي تفضل تمضية معظم النهار على الشاطئ ولا تنسحب إلاّ بسويعة قبيل الإفطار، لذلك فإننا نتوقع إقبالا كبيرا للمصطافين خلال شهر أوت خاصة أنه تمّ تسطير برنامج كثيف لإحياء الشهر خلال الموسم الصيفي الجاري ومنه تنظيم نشاطات ثقافية وعرض أفلام في السهرات الرمضانية وحتى إقامة مسابقات رياضية على الشواطئ، كما تم الإتفاق مع أصحاب الامتياز في كراء الشواطئ وعددهم 24 مستفيدا وفّروا 250 منصب شغل، على تخصيص فضاءات لعب للأطفال وكذا تسطير برنامج ترفيهي بسهرات رمضان، وهو ما يمكن ملاحظته بالشواطئ النموذجية بكل من الواجهة البحرية ببومرداس وشاطئي زموري البحري وقورصو''. وقد لاحظت ''المساء'' وجود فضاءات لعب للأطفال تصل مساحة إحداها إلى 11 ألف مربع يحتضنه شاطئ قورصو العائلي، حيث يوفر مساحة واسعة للأطفال للعب ضمن مدينة ترفيهية شاطئية مصغرة، إضافة إلى تسجيل قوي للخيم البدوية التي تعرض الجلسات الصحراوية بنكهات الشاي، والعديد من الخدمات الموسمية التي اعتدنا عليها ومنها جولات على الأحصنة أو الجمال التي يضعها أصحابها في خدمة المصطافين لاسيما الصغار، وكذلك تشكيلة واسعة من الأزياء والحلي التقليدية والأواني الفخارية التي تعرض للبيع وتلقى صدى خاصة من طرف المغتربين أو الوافدين من ولايات أخرى الذين يبحثون عن شراء أشياء للذكرى.. ولا يقتصر الاصطياف ببومرداس على قصد الشواطئ نهارا بل يمتد إلى استغلال سويعات طويلة من الليل بولاية لا تنام بفعل المهرجانات والسهرات الإيقاعية التي تحييها العديد من الفرق الموسيقية والفلكلورية. وفي هذا السياق، تشير مديرة السياحة إلى أن مصالحها قد سجلت إقبالا ملحوظا للمصطافين خلال ليالي الصيف الجاري أرجعته بالدرجة الأولى لتوفر عاملي الإنارة والأمن وهو ما ينعكس إيجابا على السياحة بالولاية التي تضرّرت في سنوات سابقة من ركود سياحي بسبب نقص الاستثمار المتخصص ونقص التأهيل بالنسبة لبعض المستثمرين ونقص التمويل المالي للنهوض بالقطاع، إضافة إلى التأثير المباشر والسلبي لكارثة زلزال 2003 على الولاية على جميع المرافق الخدماتية، وهي النقائص التي عملت مديرية السياحة على تجاوزها خلال المخطط الخماسي الجاري 2010-2014 ومنها الرفع من قدرة الاستيعاب بالمؤسسات الفندقية والمخيمات، إذ تتوفر الولاية حاليا على 17 مؤسسة فندقية توفر 3100 سرير و90 مخيمات صيفية توفر 6 آلاف سرير، إضافة إلى مراكز العطل والمؤسسات التربوية المستغلة في استقبال ولايات الجنوب والولايات الداخلية في إطار المخيمات الصيفية والتي توفر 17 ألف سرير في انتظار استلام مخيمين قريبا، ومع ذلك فإن هذه المؤسسات لا تستجيب للطلب المتزايد على هذه المؤسسات كون أغلبية المصطافين يتوافدون من الولايات المجاورة أو الولايات الداخلية. ولتجاوز النقص المسجل في مرافق الإيواء بالولاية، فإن الجهات المعنية تعمل على تشجيع الاستثمار الخاص في المجال حتى تمتص العجز وتجعل من بومرداس قبلة سياحية من الدرجة الأولى لامتلاكها كل المؤهلات لتحقيق ذلك. وفي نفس السياق، تحدثت المديرة عن تسجيل 11 مشروعا لإقامة هياكل سياحية جديدة خلال 2009-2010 متوقفا لأسباب كثيرة منها نقص التأهيل والعجز المالي مما يجعلها غير قادرة على الاستجابة لاحتياجات السياح المتزايدة. ولا يقتصر الحديث عن الاصطياف على الشواطئ فحسب، إذ يتوفر ببومرداس شريط ساحلي يزاوج بين الشواطئ والغابات، إلا أن هذه الأخيرة غير مستغلة وتحتاج إلى مخطط مستعجل للتهيئة وإعادة إحيائها من جديد يساهم في استرجاع الزوار لهذه المنطقة الخلابة المتربعة على مساحة كبيرة تربط عدة بلديات بالولاية. والزائر للولاية يمكنه تنويع الوجهات، إذ تقترح بومرداس على زائريها منتوجا سياحيا متنوعا ومنه المنتوج الحموي ببلدية عمال من خلال موقع ''تلاث'' وحمام ''قديم''، إلى جانب غابة منطقة ''ايغيل'' بالناصرية وهو موقع طبيعي خلاب، إضافة إلى منطقة بويسري المزاوجة بين الجبال والغابات وكذا سد الحميز وهو موقع سياحي رياضي ترفيهي من المقرر أن تقام به صائفة 2012 عدة تظاهرات رياضية وطنية. كما ينتظر استلام عدة مشاريع سياحية في ذات الصائفة وهو ما يمكّن الولاية من استقطاب أكثر من 10 ملايين مصطاف.