اختتمت، في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء إلى الخميس، فعاليات الطبعة ال 33 لمهرجان تيمقاد الدولي في سهرة أرادها المنظمون مسكا لختام عشر سهرات لطبعة ميّزتها كل الطبوع الفنية التي أمتعت جمهور تيمقاد، الذي تفاعل مع هذا الحدث السنوي الذي حول المنطقة إلى قبلة فنية كالعادة، تزامنت مع الأجواء الاحتفالية بعيدي الإستقلال والشباب. وقد أشرفت السلطات الولائية على حفل الاختتام الذي عرف حضورا قياسيا للشباب الذين حولوا مدرجات الركح إلى فضاء راقص، طيلة السهرة. وكل ما في الأمر أن الفنانة نوال الزغبي والشابة الزهوانية أرادتاها مميزة؛ كلا وطريقتها في استمالة الشباب الذي تفاعل معهما رقصا وتعبيرا صادقا، مرددين العبارات الخالدة ''وان تو ثري فيفا لا لجيري'' التي أرادت الزغبي مقدمة لجص نبض الشباب، وهي تعتلي المنصة في ثاني حضور لها بالمهرجان. عادت مجددا النجمة اللبنانية نوال الزغبي لتتواصل مع جمهورها بتيمقاد، الذي غزا مدرجات ركح المسرح الروماني في هذه السهرة التي سيرتها على طريقتها، مادام الركح لم يعد يتسع سوى لحنجرتها الدافئة وحركاتها عندما اعتلت المنصة، فعلى مدار أكثر من ساعة ونصف من الزمن، عرفت كيف تمزج بين طبيعة سحر المسرح وشغف محبيها من جمهور ذواق لفنها. وأكدت الفنانة اللبنانية أن سعادتتها لا توصف وهي في غمرة النشوة بملاقاة جمهور في أجواء لا تختلف عن سهرتها التي نشطتها في الطبعة 24 للمهرجان التي لا تزال تحتفظ بأروع صورها، عندما ردد الجمهور أغانيها عن ظهر قلب. تمكنت في هذه السهرة من استدراج الحضور للغور في أسرار النغمة العربية بما جادت بها قريحتها على ركح المسرح الذي كان رجعا لصدى أغانيها القديمة والجديدة، التي اقترحتها في هذه السهرة تحت زخات المطر. وكانت المطربة اللبنانية التي حظيت باستقبال رائع بباتنة، أعربت عن سعادتها بوجودها في الجزائر لتأكيد الحضور في المهرجانات التي تعد إحدى أهم عوامل التواصل بين الشعوب والثقافات، فكسرت كل الحواجز واعتبرت ملاقاة الجمهور الذي يزيدها ثقة في النفس لربط أواصر الصداقة بين الشعبين اللبناني والجزائري. وبالعودة إلى السهرة التي أبدعت فيها وجالت وصالت فوق المنصة دون عناء وهي تسترسل في أغانيها نزولا عند رغبة الجمهور، قبل أن تودع الركح آملة في تكرار تجارب أخرى على هذا الركح، بعدما تأكدت من شغف الجمهور الذواق للفن العربي. وبهذا الإنطباع الذي تركته الفنانة اللبنانية في هذه السهرة التي تحاكي فيها شجرة الأرز الأوراسية نظيرتها اللبنانية في مضامين السهرة الفنية، فسح المجال لفرقة الفهامة التي تفاعل معها الجمهور في عرضها للقضايا الراهنة ومشاكل الشباب التي وظفت في قالب غنائي فكاهي، جعلت الركح فضاء راقصا. وعندما سكن الهدوء وارتاحت النفوس، كانت كل الأعناق مشرئبة تنتظر قدوم الزهوانية التي كعادتها لم تتوان في التعبير عن فرحتها باستقبال الجمهور الذي خصص كل طاقاته وتفرغ كلية للإستمتاع بروائعها، فبطريقتها الخاصة التي عرفت كيف توظف الراي بالكيفية لتكسب ود شرائح كبيرة، فضلا عن كونه لونا تخصص في التعبير عن أحلام الشباب ورؤاهم النفسية والاجتماعية .وبأدائها المميز وطريقتها الخاصة واسترسالها، خلقت الإنسجام والتوافق وهي تغازل جمهورها، ولم تتوان في ذكر مدينتي باتنة وتيمقاد عشرات المرات كلما استقطعت، لتستعيد أنفاسا لرد جميل الجمهور الذي هتف مطولا لحياتها، فأطربته وأمتعته فرقص وغنى الشباب قبل أن يستدل الستار على هذه الطبعة.