يحيي الفلسطينيون وكل المسلمين غدا اليوم العالمي للقدس الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان المعظم وسط مزيد من أجواء التوتر والتهديدات الصهيونية المحدقة بالمقدسات الدينية الإسلامية والعربية بالقدسالمحتلة وكامل فلسطين. وسبق إحياء يوم القدس تنظيم تظاهرة ضخمة بالعاصمة البريطانية لندن شارك فيها الآلاف من أبناء الجالية المسلمة وناشطون بريطانيون مؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية وان مدينة القدس عربية-إسلامية ويجب الدفاع عنها بالنفس والنفيس. من جانبه دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الإيرانيين وكل المسلمين إلى المشاركة الواسعة في إحياء يوم القدس العالمي مؤكدا بأن القدس هي المفتاح لحل القضايا التاريخية في كل منطقة الشرق الأوسط. ولأن يوم القدس اختير كيوم رمزي من كل عام لنصرة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى الشريف فإنه من المقرر ان تشهد مختلف العواصم العربية والإسلامية مسيرات مليونية ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلية التي تعيش هذه الأيام حالة من القلق والتشويش والاضطراب خوفا من انتصار إرادة الشعب الفلسطيني واستعادة الأراضي المغتصبة. ويتزامن يوم القدس هذا العام مع الذكرى ال42 لإحراق المسجد الأقصى الشريف وهو الحريق الجبان البربري الذي ارتكبته إسرائيل بدعم من الولاياتالمتحدة الأميركية عام .1969 ولا تزال الجريمة الصهيونية تحفر في الأذهان ذكرى حزينة في تاريخ الأمة خاصة وان المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات في القدس الشريف وباقي مدن وقرى فلسطين ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي وبطشه. وحتى اليوم لا يزال مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني يزداد شراسة في الضفة الغربية وقطاع غزة وخاصة بالقدسالمحتلة ضمن مخططات صهيونية واستيطانية عدوانية هدفها القضاء على الهوية العربية والإسلامية بهذه الأرض المقدسة وإقامة دولة يهودية عنصرية. وفي آخر هذه الاعتداءات شهدت ساحات المسجد الأقصى وبواباته في الأيام القليلة الماضية مواجهات بين مئات الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أغلقت المسجد على المعتكفين. وأقدمت قوات الاحتلال على إغلاق باب العامود أحد أشهر بوابات البلدة القديمة في القدسالشرقية تزامنا مع إغلاق المسجد الأقصى على من فيه من المعتكفين في إجراءات استفزازية اعتادت إسرائيل على ارتكابها مع اقتراب مثل هذه المواعيد التي يتخذها الفلسطينيون مناسبة لإسماع صوت قضيتهم العدالة للعالم اجمع. وجاء إغلاق باب العامود عقب تظاهرة ليلية حاشدة شارك فيها مئات المقدسيين انطلقت من الباب ووصلت إلى شارع صلاح الدين للتنديد بالهجمات الإسرائيلية على غزة فرقتها قوات الاحتلال بالقوة واعتقلت على إثرها عددا من الشبان . وفى تطور لاحق ذكر مركز إعلام القدس ان قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي نصبت سلالم واقتحمت ساحات المسجد الأقصى وقامت باستفزاز المصلين المعتكفين داخله الذين يقدر عددهم بنحو 1500 مصل. كما نظم مئات الفلسطينيين مسيرة في المسجد الأقصى باتجاه باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى وذلك لإجبار القوات الإسرائيلية على فتح أبواب المسجد للمصلين الآتين لأداء صلاة الفجر وإدخال وجبات السحور للمعتكفين.