صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلية ومستوطنون يهود، أمس، من اعتداءاتهم الهمجية ضد الفلسطينيين ومقدساتهم الدينية في الضفة الغربية ضمن مخطط مكشوف لإجهاض المسعى الفلسطيني للتوجه إلى الأممالمتحدة الشهر الجاري لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة قائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. ففي اعتداءات اعتاد المستوطنون على اقترافها دون أدنى عقاب أو مسائلة، حاولت مجموعة من المتطرفين اليهود فجر أمس إضرام النار في مسجد بمدينة نابلس بالضفة الغربية بعد تحطيم محتوياته. وقال سكان قرية قصرة جنوب نابلس إن مجموعة من المستوطنين تسللوا إلى القرية واقتحموا مسجد ''ذو النورين'' وحطموا بعض نوافذه ومحتوياته قبل أن يضرموا النار في عجلات سيارات داخله، مما تسبب فب احتراق أجزاء كبيرة منه. وأكد غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، قيام المستوطنين بإحراق المسجد لافتا إلى أن هذا ليس ''الاعتداء الأول الذي يرتكبه المستوطنون ضد المساجد''. وسبق أن تعرضت خمسة مساجد على الأقل للحرق على أيدي مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية منذ العام الماضي. وأمام تصاعد هذه الأعمال العدوانية حمل رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض حكومة بنيامين نتانياهو المسؤولية وقال في بيان أمس إن ''حكومة إسرائيل تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير بسبب غياب المتابعة القضائية ضد مقترفي مثل هذه الأعمال العدائية في السابق'' . وأكد فياض أنه ''يتوجب متابعة هؤلاء المستوطنين المتطرفين على أعمالهم الإرهابية''، ولكن هيهات أن تجد صرخات الفلسطينيين آذانا صاغية لدى حكومة الاحتلال التي لا تتوقف قواتها المحتلة عن ممارسة مزيد من الانتهاكات في حق الشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال أمس ثلاثة فلسطينيين بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، كما اقتحمت عددا من بلدات المحافظة. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث أقدم جنود الاحتلال على متن مركبتهم العسكرية بصدم سيارة تقل عمالا فلسطينيين بعد مطاردتها في منطقة سوسيا شرق بلدة يطا مما تسبب في إصابة سائقها وثلاثة من العاملين بجروح. ونفس الوضع المتوتر عاشته مدينة طولكرم شمال الضفة، حيث أغلقت القوات الإسرائيلية فجر أمس مدخل قرية شوفه بعد فتحه مطلع شهر رمضان المبارك. وفى بيت لحم جنوب الضفة الغربية شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر أمس في تقطيع أشجار زيتون وأخرى مثمرة في قرية الولجة لاستكمال بناء جدار الضم العنصري، كما قامت سلطات الاحتلال بتسليم ثلاثة فلسطينيين بقليقلية إخطارات بوقف البناء في منازلهم وتحويلها إلى محكمة عسكرية إسرائيلية وذلك بالرغم من أن بيوتهم مأهولة منذ ما يزيد عن الثلاثة أعوام. أما في جنين فقد حطم مستوطنون صباح أمس زجاج سيارات الفلسطينيين على طرق نابلس-رام الله وجنين-نابلس الرئيسية مرددين الشعارات والهتافات العنصرية الداعية إلى قتل الفلسطينيين. وأدانت السلطة الفلسطينية هذا التصعيد العسكري بشدة وقال نبيل أبو ردينة المتحدث الرسمي باسمها بأنه يهدف إلى إحباط التوجه إلى الأممالمتحدة للاعتراف بعضوية فلسطين الكاملة فيها. وقال إن ما قام به المستوطنون من حرق مسجد ''ذو النورين'' في قرية قصرة بمحافظة نابلس وتوسيع بعض المستوطنات واستمرار العمل لإقامة مستوطنة في موقع قصر المفتي ''فندق شيبرد'' بالقدس إنما يدل على التصعيد الإسرائيلي الرافض للسلام، ودعا المجتمع الدولي للتدخل والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها المخالفة للقانون الدولي.