وصفت الولاياتالمتحدةالامريكيةالجزائر بالشريك الجيد جدا لواشنطن بفضل مستويات التعاون القائم بين البلدين والعلاقات المبنية على الاحترام المتبادل، مؤكدة على الدور الريادي الذي تقوم به الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب ولا أدل على ذلك من احتضانها للندوة الدولية حول الشراكة في ميادين الأمن والتنمية بين دول الميدان والشركاء، التي أثبتت اهميتها بفضل المشاركة النوعية والمكثفة للدول والهيئات الدولية، مما يؤكد أن ظاهرة الإرهاب تمثل تهديدا عالميا يتوجب اجتثاثها. جاء ذلك خلال ندوة صحفية، عقدها أول أمس، القائد الأعلى للقوات الأمريكية لإفريقيا (افريكوم) الجنرال كارتر هام بمعية نائب منسق الشؤون الاقليمية للمكتب الأمريكي لمكاحة الإرهاب السيدة شاري فيلا روسا وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر هنري انشر بمقر السفارة، حيث أكد الجنرال كارتر هام على أهمية الشراكة مع الجزائر بتعزيز فرص التعاون بين القوات العسكرية بين البلدين من خلال تبادل الخبرات والتكوين، مشيرا إلى أنه رغم التقدم الحاصل إلا انه مازالت اشياء اخرى يجب القيام بها. وقد ألقى الوضع في ليبيا وإفرازاته بظلاله على مجريات الندوة الصحافية، حيث أقر المسؤول العسكري الأمريكي بأن هناك تهديدا زائدا من ليبيا بسبب حركية تنقل الأسلحة، مضيفا في هذا الصدد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتفق مع عدة دول بأن مراقبة حركية الأسلحة هي مسؤولية المجلس الانتقالي الليبي وأن كل الدول تحاول البحث عن وسائل لمساعدة المجلس في هذه المهمة. وكشف الجنرال هام في هذا الصدد بايفاد كتابة الدولة للخارجية الأمريكية لمجموعتي عمل إلى دول المنطقة بما فيها الجزائر لبحث مراقبة حركية الأسلحة، من منطلق أن ضمان الأمن في هذه المنطقة يتطلب تضافر جهود كل الدول. في حين أكد أن مستقبل ليبيا يعود لليبيين أنفسهم و''أن المجتمع الدولي أخذ قرارا شجاعا بالتحرك لأن آلآف الارواح تكون قد أنقذت بعد أن توعد العقيد معمر القذافي بطرد الليبيين من بنغازي كالجرذان'' من قبل. وعليه فقد اعتبر أنه من المهم لعب دور حيوي وعسكري في هذا البلد دون تجاهل الجانب الديبلوماسي لحل الأزمة، نافيا أن تكون النية منذ البداية البحث عن تدخل عسكري في هذا البلد بالقول ''أنا في السلك العسكري منذ 35 سنة ولا أحد يكره الحرب مثل العسكري''. كما أبدى تفاؤله بأن تشهد ليبيا مستقبلا أفضل غير أنه اعترف بأن هناك تحديات يجب رفعها. ورفض السيد هام التعليق على بعض التصريحات التي تصف الموقف الجزائري بالغامض، مؤكدا أن الدولة الجزائرية هي المسؤولة الوحيدة عن سياستها الخارجية وليس واشنطن، في حين قال السفير انشر في رده على سؤال حول استقبال الجزائر لعائلة القذافي بالقول ''نثق في السياسة الخارجية للجزائر التي احترمت دائما القانون الدولي''، أما السيدة شاري فيلا روسا فقد أكدت أن الولاياتالمتحدةوالجزائر كثيرا ما دعمتا قرارات الأممالمتحدة، مشيدة بالتعاون القائم بين البلدين ''الذي يتميز باحترام متبادل وصداقة ملموسة بالقول ''حقيقة إن هناك -أحيانا- اختلافات في وجهات النظر غير أن الجزائروالولاياتالمتحدة تبقيان شريكين متميزين''. ميزانية ''أفريكوم'' لا تسمح بإقامة قواعد جديدة في القارة ومن جهة أخرى، أكد المسؤول العسكري الأمريكي أن أفريكوم لا تبحث عن إنشاء قواعد جديدة في إفريقيا إلى جانب القاعدة الوحيدة المتواجدة بدولة جيبوتي كون ميزانيتها لا تسمج بذلك، كما نفى أن تكون هناك نية لتحويل مقر القيادة العسكرية المتواجد حاليا بألمانيا إلى إفريقيا لأن ذلك سيكلفها كثيرا، في حين أبدى ارتياحه لتواجد أفريكوم بهذا البلد الأوربي واصفا قرار اختياره في البداية بالعملي من منطلق أن ذلك يوفر الوقت ويقتصد التكاليف. وبالمقابل أبدى السيد هام قلقه من الصورة السلبية المروجة لأفريكوم في امريكا وافريقيا على السواء، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس القيادة منذ ثلاث سنوات تعالت الأصوات المنتقدة، مشيرا إلى أن هذا القلق غير مؤسس ''لأننا نحاول أن نكون أفضل شريك للدول الإفريقية وعملنا يرتكز على مبدأين، الأول هو أن تكون إفريقيا آمنة بدون خطر لأن ذلك من مصلحة افريقيا والولاياتالمتحدةالامريكية وجميع الدول والثاني هو أنه على الأفارقة أن يحلوا مشاكلهم بأنفسهم. ''مضيفا في هذا الصدد ''عندما يكون التعاون الأمريكي مرغوبا فيه سنكون على استعداد لتقديم المساعدة''.