أنقذ رجال الإعلام الموقف أثناء عرض مسرحية ''الضيف'' بمناسبة الأيام الثقافية لولاية تيبازة في إطار تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية« بقصر الإمامة وهذا بحضورهم هذا العرض الذي قدم أمام مقاعد شاغرة تماما، ما عدا عدد ضئيل من الجمهور لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، ليكون عرض مسرحية جمعية نجوم الخشبة بفوكة أمام رجال الصحافة بشكل عام والذين قدم معظمهم من العاصمة. عندما ننطق كلمة ''ضيف'' فإننا نعني بذلك الضيافة وحسن الاستقبال، كما أننا نقصد -أيضا- الترحيب بالقادم ولكن هذه الكلمة كان لها معنى مخالف تماما لعائلة بسيطة تتكون من جد وحفيد يعيشان في كفاف شديد، حينما نزل ضيف عليهما وأجبرهما على استقباله وهذا في مسرحية ''الضيف'' التي عرضت أول أمس بمناسبة الأسبوع الثقافي لولاية تيبازة في إطار تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«. وتحكي قصة ''الضيف'' للمخرج يوسف حبوشي عن نص حسين طايلب وتمثيل محمد أمين موساوي (دور الجد) وأمين حبوشي (دور الحفيد) وطاهر طاهري (دور الطباخ)، قصة رجل عجوز يعيش مع حفيده اليتيم في كفاف، حيث لا يجدان في أغلب الأحيان ما يسدان به رمقهما، ومع ذلك يتقبلان وضعهما رغم صعوبته، خاصة بالنسبة للحفيد الذي يريد أن يخرج من وضعيته السيئة وأن يعيش كأقرانه حياة لها معنى. وفي يوم من الأيام، يطرق باب هذه العائلة شخص غريب، فيتساءل الجد عن هوية هذا القادم في هذا الوقت المتأخر من الليل ويفتح الباب ليجد طباخا الذي يقتحم داره ويعلن أنه قدم إلى هذه العائلة ليتفحص حالها ويساعدها عن طريق تحضير أشهى المأكولات، فيسعد الجد وحفيده بهذا الخبر ويتجه الطباخ إلى الطبخ وبعدها يخرج منه وهو يصرخ عاليا: ''قتلتم كلبي، كلبي العزيز مات بعد أن أكل كل الطعام في المطبخ، هل وضعتم السم في الأكل؟ أخبروني لماذا فعلتم هذا؟''، ويجيب الجد أنه وضع السم في المطبخ لأنه يريد القضاء على الفئران وهنا تبدأ معاناة هذه العائلة الفقيرة، حيث يقرر الطباخ أن يجسد وصفته الخاصة والمتمثلة في التحكم في مصير هذه العائلة والبداية بتصويمها مدة سبعة أيام كاملة. ويتحمل الجد والحفيد صعوبة الصيام بدون انقطاع، ويحاولان إرضاء الطباخ لكن دون جدوى، إلى غاية انتهاء مدة العقوبة فيعود الطباخ إلى منزله، حيث تنتظره كلبة زوجة الكلب المفجوع، إلا أنه يفجع بكلبته التي ماتت هي الأخرى قنطا وحزنا على موت زوجها فهل هذا يعني أنها ماتت ميتة حقيقية أم أنها غارقة في التعاسة الى حين؟ وصرح كاتب العمل ل''المساء'' أن هذه المسرحية تعبر عن واقع انساني عمومي يتمثل في ظلم الحكام وغطرستهم تجاه الفقراء رافضا -في نفس السياق- تناوله للوضع السياسي والاجتماعي للجزائر، أما عن تمثيل الممثلين فجاء باردا وضعيفا من حيث إبداء المشاعر والتعبير الفني فظهر التوتر عليهم وهذا نتيجة أسباب عديدة تحدث عنها الممثل محمد أمين موساوي الذي قال ل''المساء'' إنه كان من المقرر أن يمثلوا المسرحية في دار الثقافة ومن ثم تغير المكان إلى قصر الثقافة ونفس الشيء بالنسبة للتوقيت الذي تغير كذا مرة مما شتت أذهان الممثلين علاوة على غياب الجمهور.