مع اقتراب موعد تقديم الفلسطينيين لطلب العضوية الكاملة لدولتهم المستقلة على مستوى الأممالمتحدة في 20 من الشهر الجاري، تتكاثف الجهود العربية والإسلامية الرامية لتحقيق هذا الهدف رغم تصاعد حدة التهديدات الأمريكية باستخدام حق النقض لإفشال تمرير المطلب الفلسطيني داخل مجلس الأمن الدولي. وفي هذا السياق عقدت جامعة الدول العربية، أمس، اجتماعا بالقاهرة، حضره رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي ركز على أهمية دعم المطلب الفلسطيني في نيل الاعتراف الدولي بدولة مستقلة وذات سيادة. وبينما أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ''المشاورات والاتصالات ستتواصل لبلوغ هذا الهدف في انضمام دولة فلسطين إلى الأممالمتحدة. دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان كل الدول التي تساند القضايا الإنسانية بضرورة العمل جاهدة لمشاهدة ''العلم الفلسطيني قريبا يرفرف فوق مباني الأممالمتحدة رمزا للسلام في الشرق الأوسط''. معتبرا انضمام فلسطين للمنظمة الدولية ''ضرورة'' ليعم السلام بالمنطقة وليس ''خيارا''. وقال اردوغان في مداخلة ألقاها خلال أشغال الدورة العادية 136 لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة ''إن استمرار الوضع في فلسطين عن طريق الظلم لا بد أن يتوقف ويعلن الفلسطينيون دولتهم''. وكان صائب عريقات المفاوض الفلسطيني أعلن أن مجموعة من الدول بقيادة قطر وتضم مصر والأردن تقود مساع حثيثة لكسب دعم المجموعة الدولية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أي اعتراف أممي بدولة فلسطين لا يمنع من العودة إلى طاولة التفاوض مع إسرائيل. وتزامن هذا الاجتماع مع تهديد واشنطن مجددا برفع ورقة الفيتو داخل مجلس الأمن لمنع تمرير هذا المطلب، حيث ذهب الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى الزعم أن مطلب الاعتراف بدولة فلسطين سيعد ''انحرافا'' عن مسار عملية السلام و''لن يحل المشكلة''. التي اعتبر أنها لن تحل ''إلا إذا توصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق''. ولكن أي اتفاق يتحدث عنه الرئيس الأمريكي وهو الذي كان وعد عند توليه كرسي الرئاسة في البيت الأبيض بالعمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لكنه عاد ونقض كل تلك الوعود حتى لا يغضب حليفته المدللة إسرائيل التي سعت دائما إلى تقويض كل فرص تفعيل مفاوضات السلام مع الطرف الفلسطيني. وبينما تمسكت السلطة الفلسطينية بموقفها في التوجه إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بدولة فلسطين تناقضت مواقف المجموعة الدولية بين رافض على غرار الولاياتالمتحدة ومؤيد مثل روسيا والصين اللتين أعربتا عن دعمهما للمسعى الفلسطيني في حين اختلفت مواقف دول الاتحاد الأوروبي الذي لم يفصل في موقفه النهائي بخصوص هذه القضية. وفي هذا السياق ذهبت فرنسا إلى اعتبار أن فرصة صغيرة لا تزال قائمة من أجل تفادي حدوث مواجهة في الأممالمتحدة. وقال وزير خارجيتها ألان جوبي ''نحن نعمل الآن على مشروع قرار يحظى بقبول عدد كبير من الدول'' لتفادي حدوث هذه المواجهة. وأشار إلى أن العمل على هذا المشروع يتم بالتنسيق مع جامعة الدول العربية والفلسطينيين والبريطانيين ورئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون''. لكن جوبي، الذي لم يكشف عن نص مشروع القرار الذي هو في طور الإعداد، أكد أن الاتحاد الأوروبي سيبني موقفه وفقا للتطورات القادمة بخصوص هذه المسألة. وقال ''نأخذ مسؤولياتنا عندما يحين الوقت''. وفي انتظار موقف الاتحاد الأوروبي تتواصل المساعي المؤيدة للمطلب الفلسطيني في نيل العضوية في الأممالمتحدة، حيث كشفت منظمة التعاون الإسلامي أن أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلي كثف خلال الأيام الماضية اتصالاته مع عدة أطراف أوروبية ودولية لحشد الدعم ل''حق فلسطين'' في نيل الاعتراف الدولي وعضوية الأممالمتحدة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وجاء في بيان للمنظمة أن أوغلي بعث رسائل إلى وزراء خارجية عدد من الدول ومسؤولين دوليين يحثهم فيها على تقديم ''الدعم اللازم لجهود فلسطين'' في نيل الاعتراف الدولي كدولة حرة ومستقلة.