صدر مؤخرا عن دار الخلدونية للنشر والتوزيع كتاب ''صفحات ونصوص مختارة من طي النسيان''، يتوقف القارئ من خلاله عند بعض المحطات التاريخية التي عرفتها الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي لها سنة ,1830 ويرتكز الكتاب على سرد حياة سيدي السعدي. قبل الحديث عن هذا الكتاب، ينبغي الإشارة أن معظم الموضوعات التي جاءت فيه هي منقولة عن الصحف وقد جمعها الشيخ موسى السّعدي، ومن الصحف التي أخذ منها المقالات بتمامها وكما لها ''جريدة المساء''، والتي سبق أن زارها الشيخ موسى السعدي مرفوقا ببعض الوثائق، فنشرت عدة مقالات حول هذه الشخصية، لكن الشيء الذي أغفله جامع هذه المقالات هو الاشارة لهذه الصحف والمقالات التي جمعها بالاسم كجريدة ''المساء''. إضافة إلى هذه الملاحظة، فإن التمهيد الذي جاء به هذا الكتاب هو مقال مأخوذ من جريدة ''المساء'' من بدايته إلى نهايته، ثم يأتي مقال آخر تحت عنوان ''حفيده يروي حقائق المقاومة الشعبية'' وهو موضوع نشرته جريدة ''المساء'' ولم يتغير من المقال إلا ''رغم كبر سني وحبي لوطني أحمل بين يدي'' والصواب كما في المقال الأصلي'' رغم كبر سنه وحبه للوطن حمل بين يديه عقود ملكية...''. والملاحظة الأخيرة أن الكتاب هو عبارة عن مقالات وفقرات مأخوذة من الكتب دون ذكر الكتب أو المصادر والمراجع، وهذا الاغفال أو السهو لايعود لجامع هذه المقالات وإنما للدار التي أصدرت الكتاب، لأن الشيخ موسى السعدي رجل طاعن في السن ومحدود الثقافة، وهذا ما يعفيه من اتباع منهجية علمية في التأليف. كتاب ''صفحات ونصوص مختارة من طي النسيان'' هو في الحقيقة كتاب توثيقي لبعض الأحداث منها مابقي مجهولا كزيارة الأمير عبد القادر للجزائر صحبة الأمير خالد، حيث جاء في الكتاب ص43 ''الأمير عبد القادر هو إسم مستعار، وأن الأمير الهاشمي بن الأمير عبد القادر جاء إلى وطنه الجزائر سنة ,1883 أي نفس السنة التي توفي فيها وكان بصحبته ابنه الأمير خالد الذي كان عمره حينها 08 سنوات، كما ينقل لنا الكتاب معلومة جديدة عن ثانوية الأمير عبد القادر، حيث كان موقعها زاوية، والحديقة القريبة منها هي مقبرة. الملاحظة التي نسجلها على الكتاب هو التداخل في الموضوعات وعدم الترتيب التاريخي الممنهج، حيث يبدأ الكتاب من الحدث المركزي المقاومة واحتلال الجزائر ثم يبحر في الماضي، وكل المقالات هي منقولة عن كتب أو جرائد وبالأخصّ المجلة الافريقية. الكتاب رغم الملاحظات المسجلة عليه، إلا أنه يعد كتابا وثائقيا ويعود الفضل فيه إلى الشيخ السعدي موسى الذي اجتهد وبذل ما بوسعه لنفض الغبار عن بعض الأحداث التاريخية وجمع الوثائق والقصاصات، بالاضافة إلى بعض عقود الأراضي ومنها تم استنتاج حياة جده المقاوم سيدي السعدي الذي يعدّ بحق شيخ المقاومين الجزائريين للإحتلال أي من سنة 1830 إلى غاية، ثورة عين بسام سنة 1906 برفقة علي بالعوادي، أي مدة جهاده دامت 76 سنة كاملة: الكتاب من القطع المتوسط يحتوي على167 صفحة-.