يطاب قاطنو حي المخفي بلدية أولاد هداج، تدخل السلطات الولائية لإنهاء معاناتهم مع ما وصفوه ب ''تمادي أصحاب الورشات الخاصة في تعكير صفو حياتهم يوميا، حيث تنشط غالبيتها بطرق غير قانونية، زادتها تعقيدا مواقعها وسط الحي، وفي أوقات عمل تصل إلى منتصف الليل، رغم الشكاوي المتعددة في هذا المسعى لكن دون جدوى. وتأتي محطات غسل السيارات، النجارة، الحدادة ومواقع مواد البناء في مقدمة الورشات التي تعمل في جو من الفوضى بلا حسيب ولا رقيب، على مدار أيام الأسبوع بلا توقف -حسب الشكوى المقدمة من طرف ممثلي الحي ل ''المساء''- الذين أبدوا قلقهم من الوضع الحالي في ظل تنامي عمل هذه الورشات غير الشرعية، خاصة وأن حي المخفي يقطنه حاليا أكثر من 10 آلاف نسمة، حسب الإحصائيات الرسمية، في الوقت الذي تتملص فيه كل من بلديات أولاد هداج، بودواو وأولاد موسى من تحمل مسؤولياتها تجاه السكان، بحكم أن الحي مقسم إداريا بين هذه البلديات الثلاث. ويستغرب العديد ممن تحدثنا إليهم الإجراءات المعمول بها، في السماح لمثل هذه الورشات بممارسة نشاطها دون الرجوع إلى القانون المعمول به في مختلف البلديات، والمتعلق باستشارة سكان المنطقة حول ''ملاءمة أو عدم ملاءمة النشاط'' داخل المناطق السكنية، وهو ما لم يتم العمل به على مستوى حي المخفي، ناهيك عن تسلط أصحاب هذه الورشات وضربهم عرض الحائط لمواعيد العمل التي تصل أحيانا إلى منتصف الليل على مدار السنة، بما في ذلك أيام الجمعة والسبت، دون مراعاة وضعية كبار السن، المرضى والأطفال، مع ''إفساد سكينة'' العائلات التي تحول ليلها إلى نهار أمام هذا الوضع، وهو ما لا يتم العمل به حتى في كبريات بلديات العاصمة التي تلتزم باحترام مواعيد العمل الرسمية رغم حركية النشاط التجاري بها. وعلى سبيل المثال، تشتكي أزيد من 30 عائلة بحي المخفي على مستوى وسط طريق ''الفانا''، من تعنت صاحب محطة لغسل السيارات في ممارسة نشاطه وتحويل حياتها إلى جحيم -حسب بعض الشهادات- بإجبار أفراد هذه العائلات على السهر إلى ساعات متأخرة من الليل طيلة أيام الأسبوع بلا حسيب ولا رقيب، رغم استنفاذ هؤلاء السكان كل الإجراءات القانونية والسلمية للوصول إلى حل يرضي الجميع، لكن دون جدوى، أمام إصرار صاحب الورشة على التأكيد في جميع المناسبات ''بأنه يعمل في إطار قانوني، وما على السكان إلا رفع شكواهم إلى كل الجهات، وهي الإجابة الصريحة التي تحصلت عليها ''المساء'' من المصدر ذاته في محاولة منها لإيصال معاناة هؤلاء السكان إلى صاحب الورشة أولا، للوصول إلى إجابات مقنعة. وأمام هذه الوضعية التي لا تختلف عن باقي أنحاء حي المخفي، يطالب سكان المنطقة بتدخل الجهات المعنية لوضع حد لفوضى الورشات وتقنين عملها بما يتلاءم مع مصالح الجميع.