بالرغم من محاولات بعض الأشخاص اقتحام العديد من الأوعية العقارية المسترجعة بمختلف بلديات العاصمة بعد ترحيل شاغليها وهدم الشاليهات والبيوت القصديرية التي جسدتها مصالح ولاية الجزائر والتي بقيت ركاما وفضاءات خالية، إلا أن عمليات المراقبة والحراسة وتسييجها حالت دون ذلك، وقد سبق لعمليات ترحيل المواطنين من البيوت القصديرية والشاليهات أن فتحت الشهية وأسالت لعاب الكثيرين لاقتحام هذه الأوعية العقارية الفارغة، ولاحظت ''المساء'' خلال معاينة العديد من هذه النقاط كحي كوريفة بالحراش، حي البركة ببراقي، حيي بن عمران 3 و4 ببرج الكيفان أن محاولات الاستيلاء تكاد تكون منعدمة خاصة وأن المواقع المسترجعة تم تسييجها من طرف المصالح المعنية لضمان عدم العودة إليها مجددا. يتساءل العديد من المواطنين عن مصير الأوعية العقارية المسترجعة عقب عمليات الترحيل الواسعة التي شهدتها العاصمة خلال السنتين الأخيرتين، لكن الملاحظ أن الأمور تغيرت تماماً بالنظر إلى عدة اعتبارات وإجراءات تم تطبيقها في الميدان، حسب بعض مصادر بلديات شرق العاصمة، ومنها تخصيص أعوان حراسة، وعدم الاهتمام بأي سكن قصديري لم يسجل قبل ,2007 إلى جانب أن الأوعية العقارية المسترجعة بعد ترحيل نزلاء القصدير أو الشاليهات تم توجيهها من طرف مصالح الولاية لاستغلالها في مشاريع ذات منفعة عامة. موقع كوريفة يتحول إلى مشروع سكنات تساهمية انطلاقتنا كانت من حي '' كوريفة'' بالحراش الذي تم ترحيل سكانه إلى سكنات لائقة ولم يبق من سكناتهم التي كانوا يشغلونها سوى الركام المبعثر هنا وهناك وسط النفايات،، وأسرّ احد المواطنين الذي وجدناه بالحي ل''المساء'' أن المصالح المعنية بالتهديم باشرت عملها مباشرة بعد ترحيل السكان مشيراً إلى أنه بالرغم من محاولة بعض الأشخاص اقتحام المكان إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك أمام أفراد الأمن المكلفين بمراقبة المكان ليضيف آخر قائلاً : ''عملية ترحيل المواطنين من البيوت القصديرية والشاليهات فتحت الشهية وأسالت لعاب أناس كثيرين لاقتحام هذه الأوعية العقارية التي أصبحت فارغة'' مؤكداً أن حي كوريفة شهد اشتباكات بين هؤلاء المواطنين وأفراد الشرطة، لكنها باءت بالفشل وانتهت بقرار تهديم وتسييج هذه البيوت الفوضوية التي شوهت المنظر، من جهته أكد مصدر مسؤول من ولاية الجزائر أن موقع كوريفة بالحراش سيستغل لانجاز سكنات تساهمية بعد ترحيل قاطنيه، خاصة وأن بلدية الحراش تفتقر الى أوعية لاحتواء مشاريعها السكنية. سكنات جديدة مكان فوضى القصدير بحي البركة ولاحظنا بحي البركة ببلدية براقي آثار هدم السكنات القديمة والفوضوية التي استفاد قاطنوها من عملية الترحيل، فيما بقيت سكنات أخرى تنتظر ساعة الفرج. وقد زارتها ''المساء'' حيث قال (مروان.ف): ''العائلات الباقية سعيدة كثيرا بترحيل بعض الجيران الذين كانوا يعانون مثلنا من ضيق السكن والظروف المعيشية الصعبة'' مشيراً إلى أنه مباشرة بعد الترحيل تم هدم البيوت لتفادي اقتحامها، مضيفاً: ''والآن نحن ننتظر دورنا في الترحيل''، كما اعتبر ''إلياس.س'' قرار الهدم الذي باشرته المصالح المعنية صائبا ويمنع انتشار أماكن الفساد والانحلال الخلقي، كما هو الحال في أغلبية الأماكن ''، أما السيدة ''مباركة'' التي تسكن بهذا الحي منذ سنوات عديدة فقالت إنها تتمنى أن ترحل للسكنات الجديدة التي يتم إنجازها بالجوار لتبقى قريبة من المكان الذي عاشت فيه لمدة طويلة. حراسة مشددة بمواقع حي علي عمران بمجرد وصولنا إلى حي ''علي عمران ''ببلدية برج الكيفان قابلتنا صور الأنقاض والشاليهات المهدمة التي رحل عنها سكانها ولم نجد بها من حركة إلا راعياً يرافق قطيع ماشيته التي كانت ترعى وسط الركام والحراس، واقتربنا من رجال الحرس البلدي الذين كانوا يراقبون المكان حيث اسرّ لنا بعضهم أن عملية الحراسة لا تزال متواصلة الى غاية تحديد البلدية للمشروع الذي سيتم انجازه على أرضية هذه الأوعية العقارية المسترجعة، مشيرا إلى أن الموقع يمكن أن يحول لمساحة خضراء وقال مصدرنا أن الأوعية المسترجعة في هذه المنطقة هي محل مراقبة دائمة، حيث يقومون بدوريات ليل نهار لمنع أي محاولة اقتحام وذكر ممثل الحرس البلدي أنه منذ ترحيل السكان بحي علي عمران وإلى حد الآن ''لم نسجل أي محاولة من مواطنين لاقتحام المكان لكن بالرغم من ذلك سيّجنا المنطقة ونحن نحرسها على مدار الساعة''. إعادة تهيئة المساحات المسترجعة بالأحياء الشعبية من جهتها ستحول بعض المساحات المسترجعة بمختلف بلديات العاصمة الى مساحات خضراء بتشجيرها كما قد يتم إنجاز سكنات أو مركبات رياضية جوارية فوقها وهذا بغرض إعطاء متنفس للعاصمة خاصة في الأحياء الشعبية مثل حي الميهوب ببراقي الذي سيحول لحظيرة التجهيزات العمومية، كما يستغل الفضاء المسترجع من حي الجزيرة القصديري بباب الزوار في إنجاز مركز ثقافي جواري، أما الحي القصديري ببلدية سيدي امحمد فستنجز به حديقة عمومية وإنشاء مركب جواري بحي ديار الكاف وفونتان فراش وتحويل حي بوشراري بباب الوادي لمساحات خضراء شأنها شأن حي دودو مختار بحيدرة.