أحصت مصالح ولاية الجزائر أزيد من 23 منطقة تعمير عشوائي ببلديات العاصمة، على شكل مجمعات سكنية فوضوية كبيرة تم بناؤها بطريقة غير قانونية على مستوى بلديات العاصمة، لاسيما تلك الواقعة خارج النسيج الحضري لولاية الجزائر. وأفضت الخرجات الميدانية التي قام بها مهندسون معماريون ومتخصصون في مجال مراقبة نوعية البناء، بالتنسيق مع مديرية التعمير والبناء بولاية الجزائر، إلى أن مجمل مناطق التعمير العشوائية هي مجمعات سكنية تحتوي على فيلات وسكنات فردية، إلا أن قاطنيها لا يحوزون على وثائق إدارية تثبت الملكية الموثقة بصفة قانونية، إلا فيما يخص حيازتهم على قرارات استفادة منحت لهم من قبل المجالس المحلية خلال فترة التسعينات، أوفي عهد المندوبيات. وأفادت المصادر المطلعة أن أغلبية الأوعية العقارية التي شيدت عليها السكنات، أراضي فلاحية استفاد منها أصحاب السكنات الفردية على مستوى مناطق التعمير العشوائية بصفة غير قانونية خلال العشرية السوداء، دون المرور على الوكالة الولائية للتسيير والتنظيم العقاريين، حيث تم في هذا الإطار مع نهاية السنة الماضية تهديم عدد كبير من الفيلات بكل من الدويرة والخرايسية، على اعتبار أن الأوعية العقارية التي شيدت عليها السكنات الفردية أوعية عقارية فلاحية غير مدمجة ضمن القطاع العمراني، أين تم استرجاع عدد كبير من المساحات الفلاحية من قبل المديرية الوصية. وفي هذا الإطار تم إعداد بطاقات تقنية لكل مناطق التعمير العشوائية التي لا تخضع للمقاييس المعمول بها، وكذا تحديد المساحة الإجمالية التي تم إنجاز السكنات بها، حيث تمنع بعدها كل أشكال التوسعات في انتظار الوصول إلى تسوية الملفات في إطار قانون مطابقة البنايات 08-,15 بعد دراسة كل الملفات بالعودة إلى طبيعة كل ملف، حسب حيازة كل مالك بناية لرخص البناء. ومن المنتظر أن يتم دراسة كل الملفات الخاصة بالبنايات الواقعة على مستوى مناطق التعمير العشوائية طبقا لقانون مطابقة البنايات، فيما سيتم تهديم بعض السكنات التي لا تخضع لشروط التعمير، لاسيما تلك التي تشكل خطرا حقيقيا على السكان وقاطنيها. كما تتوزع 23 منطقة تعمير عشوائي بشكل كبير على مستوى البلديات الواقعة خارج النسيج الحضري للعاصمة بكل من بلدية الخرايسية، أولاد فايت، الدويرة، الدارالبيضاء، بئر توتة، تسالة المرجة، الرغاية، السحاولة، بئر الخادم وجسر قسنطينة. وأضافت المصادر أن كل الأوعية العقارية التي من المنتظر استرجاعها على مستوى مناطق التعمير العشوائية البالغ عددها 23 منطقة بولاية الجزائر، على شكل تجمعات سكنية كبيرة، سيتم تحويلها إلى مساحات خضراء ومرافق للترفيه، وكذا غابات في وجه السكان في إطار تعليمة والي العاصمة الأخيرة لاستغلال مواقع القصدير في إنجاز مساحات خضراء.