لا تزال أزيد من 400 عائلة تعيش بالحي القصديري السمار ببلدية جسر قسنطينة الواقع بمحاذاة السكة الحديدية، تنتظر ترحيلها إلى سكنات لائقة، خاصة أنها تعيش أوضاعا جد صعبة في بيوت هشة آيلة للسقوط في أية لحظة، وبمحاذاة طريق القطار الذي يشكل خطراً على المارة لاسيما الأطفال الذين يجتازونه يوميا عدة مرات. وحسب هؤلاء، فإن سكناتهم تزداد تدهورا كلما اقترب فصل الشتاء، إذ تغرق في المياه مع أولى قطرات المطر، بسبب هشاشة الأسقف والجدار، مما يسهل تسرب المياه إلى الداخل وتتحول إلى مستنقعات، وأحيانا تضطر بعض العائلات إلى قضاء ليال بيضاء تواجه المياه المتسربة من مختلف التشققات والثقوب وزوايا الأسقف الهشة. وما زاد من تدهور الوضع هو انتشار الروائح الكريهة، فضلا عن انتشار وتكاثر الحشرات التي تؤدي إلى انتشار الأمراض الخطيرة خاصة في أوساط الأطفال. وفي هذا السياق، أكد بعض أفراد هذه العائلات أن هذا الوضع أدى إلى تعرض العديد من الأطفال لمختلف الأمراض؛ كالحساسية المفرطة والطفح الجلدي والربو، وهذا نتيجة الرطوبة العالية وزيادة نسبة تلوث المحيط. وأكد ممثلو العائلات أن الطرقات هي الأخرى لم تشهد أية عملية تهيئة، مما صعب التنقل عبرها، خصوصا في فصل الشتاء، حيث تتحول الطرقات المهترئة والممتلئة بالحفر إلى شبه بحيرات بمجرد تساقط كميات قليلة من الأمطار، ويستحيل على السكان الخروج والتنقل خاصة الأطفال المتمدرسين، مما يجعلهم ينتعلون أحذية بلاستيكية لتجنب الأوحال والمياه الراكدة.