بعد أن ازداد إصرار الفرق الثلاثة: المجمع الرياضي النفطي، نادي الأبيار ومولودية سعيدة على مقاطعتها البطولة الوطنية لكرة اليد على خلفية قرار تغيير نظام المنافسة بتقسيم 20 فريقا على أربع مجموعات، دعا رئيس الاتحادية الجزائرية للعبة جعفر آيت مولود مسؤولي الفرق المحتجة إلى التحلي بالرزانة والعقلانية لأن القانون واضح وسيتم تطبيقه على الجميع، وأضاف آيت مولود في هذا الحوار الذي خصه به ''المساء''، أن هيئته تنظر إلى الأندية بنفس المقياس ولا تنظر إليها وفقا لإمكانياتها المالية، معتبرا أن المساومات لن تدفع فدراليته إلى الرضوخ. - الأندية الثلاثة تؤكد إصرارها على عدم استئناف البطولة الوطنية، فكيف سيكون موقفكم مع هذا الوضع؟ * رغم احتجاج الأندية الثلاثة على الصيغة الجديدة للمنافسة؛ إلا أن الاتحادية تقوم بتسيير البطولة بشكل طبيعي، حيث لا يمكن للأندية المحتجة التي تشكل أقلية أن تجهض أطوار الدوري المحلي، حيث قمنا بواجبنا وفعلنا كل ما من شأنه أن يعيد المياه إلى مجاريها، وذلك باستدعاء الأندية بصورة فردية للتحاور معها وطرح المشاكل الخاصة بكل نادٍ...، استمعنا إليهم وأبدى كل طرف رأيه في الموضوع ليس فقط حول صيغة المنافسة؛ بل عن المشاكل اليومية، ولا يسعني سوى أن أناشد الأندية الثلاثة بضرورة التعقل إذا أردت مصلحة كرة الصغيرة الجزائرية أو تحمل عواقب تصرفاتها مثلما تتحملها الاتحادية في حالة تشبثها بالمقاطعة. - ماذا تقصدون أن اتحاديتكم تقوم بتسيير البطولة بشكل طبيعي، وفي المقابل رأينا الأندية الثلاثة تصر على المقاطعة؟ * كما هومعروف للجميع أن الموسم الجديد 2011/,2012 عرف نوعا من التذبذب، حيث توقف الدوري المحلي لمدة أسبوع بطلب من الوصاية قصد إعطاء فرصة للأندية المحتجة لمراجعة حساباتها...، لكن؛ للأسف، مسؤولو الأندية المقاطعة تمسكوا برأيهم، حيث لم تلعب أنديتهم الجولة الرابعة التي جرت الجمعة الماضية، رغم أن أغلبية الأندية (17 فريقا) تساند الاتحادية في مسعاها الذي يستبعد العودة لنظام المنافسة القديم...، فالصيغة الجديدة نالت إعجاب أغلبية الفرق ولا أرى السبب في عدم موافقة الأندية المقاطعة، ولا أظن أن شكل المنافسة هو السبب الجوهري؛ بل هناك أمور أخرى. - ما هوالسبب الجوهري الذي تشيرون إليه؟ * رؤساء الفرق المحتجة يمارسون ضغطا على الفدرالية؛ ليس بسبب الصيغة الجديدة المعتمدة وإنما خدمة لمصالح وحسابات شخصية ضيقة تحسبا للجمعية الانتخابية المقررة العام المقبل، مع العلم أن الهدف الرئيسي من الصيغة الجديدة للمنافسة يرمي إلى تشبيب تعداد الأندية مثلما تقتضيه التوجيهات الجديدة للوزارة التي تساهم في تطوير اللعبة في كل القطر الوطني...، والأندية التي تعهدت بالمشاركة في البطولة لا يمكن سحبها، خاصة وأنها أجرت تحضيرات لتكون على أتم الاستعداد للمنافسة. - يبرر ممثلو الأندية المقاطعة الجديدة للبطولة، بعدم اعتماد القانون في إقرار صيغة جديدة للبطولة، ما رأيكم؟ * الاتحادية اتخذت هذا القرار بحضور رؤساء الأندية العشرين في اجتماع رسمي، عندما حصل على موافقة 17 رئيسا ما جعل القرار شرعيا...، وكانت صيغة المنافسة في السابق تعرف تغييرا بصورة عامة كل موسم، من أجل الرفع من المستوى، وجعل الإثارة أكبر دون أن تشهد المنافسة احتجاجات مثل هذه المرة، هذا ما يترجم حملة واضحة لضرب استقرار الاتحادية أشهرا قليلة قبل انعقاد الجمعية العامة الانتخابية للاتحادية، وأود أن أشير إلى أمر مهم، أن الفدرالية كانت تقوم في المواسم المنقضية بلقاءات انفرادية لوضع صيغة جديدة للمنافسة، لكن هذه المرة ارتأت إشراك الفرق المعنية في رسم الأسلوب المتبع للموسم الجديد 2011/,2012 حيث خصصت قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق المنافسة مقابلة مع كل ناد بحجم ساعي يقدر ب 45 دقيقة يتحدثون فيها عن مشاكلهم وكذلك الاستماع إلى اقتراحاتهم التي تركزت كلها على رفع عدد المواجهات التنافسية الذي يتطلب الزيادة في عدد المنافسين (الأندية)، فرحبت الاتحادية بهذه الفكرة التي بلورتها في شكل نظام المنافسة كونها تساهم بشكل فعال في إنعاش مستدام للكرة الصغيرة الجزائرية، وذلك من خلال تعميم رقعة الممارسة، لا سيما في المناطق المنعزلة مثل الصحراوية التي يتمتع شبانها بالمواصفات الفيزيولوجية والمورفولجية والبسيكولوجية والمورفوبيومترية الضرورية لممارسة هذه اللعبة. - نفهم من كلامكم أن الصيغة الجديدة خضعت لموافقة أغلبية الأندية، إذن ماذا ستفعلون لهذه الأندية المحتجة لحل الأزمة؟ * بما أن الصيغة الجديدة ستسمح للفريق الوطني بجلب لاعبين دوليين جدد من كل مختلف أنحاء الوطن وليس فقط من المجمع الرياضي البترولي ونادي الأبيار ومولودية سعيدة، فإن البطولة ستتواصل بشكلها العادي والمعهود حتى تضرر كرة اليد الصغيرة التي تنتظرها رهانات كبيرة في مقدمتها بطولة إفريقيا للأمم المقررة بالمغرب من 10 إلى 20 جانفي المقبل والتي تعد المحطة المؤهلة إلى الموعد الأولمبي بلندن ,2012 وفي حالة تمسك الفرق الثلاثة بالمقاطعة فإن القانون واضح وسيتم تطبيقه على الجميع وإذا اقتضى الأمر بنا معالجة القضية بإقصائها فالأمر سيكون كذلك لا محالة. - هل النظام الجديد للمنافسة يضر بلاعبي المنتخب الوطني قبيل مشاركتهم في البطولة الإفريقية؟ * البطولة الوطنية لا تقدم أي فائدة للمنتخب الوطني، لأن هناك تشكيلة جاهزة وبرنامجا تحضيريا تم إعداده تحسبا لهذه المنافسة الإفريقية، كما أن صيغة المنافسة لا تؤثر إطلاقا على مستوى المنتخب الوطني. - هل من كلمة إضافية؟ * أقول للأندية المقاطعة إنه حان الوقت لاستغلال الفرصة للعودة إلى المنافسة، والفائز لن يكون الاتحادية ولا الأندية إنما كرة اليد الجزائرية...، لأن اللاعبين هم المتضررون من المقاطعة.