أكد مستشار رئيس الجمهورية السيد كمال رزاق بارة أن اجتماع فوج العمل الإقليمي الخاص بتعزيز قدرات دول الساحل في مكافحة الإرهاب يهدف بالدرجة الأولى إلى توحيد المقاربات حول تطور التهديدات التي تحدق بدول منطقة الساحل الإفريقي وكذا بمصالح شركائها الدوليين، مبرزا خطورة تنامي هذا التهديد بالنظر لانتشار الأسلحة بفعل الأزمة الليبية وتنامي ظاهرة احتجاز الرهائن من قبل الجماعات الإرهابية. واعتبر السيد بارة الذي ترأس أشغال افتتاح الاجتماع الأول لمجموعة العمل المنبثقة عن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب أن وعي المجموعة الدولية بضرورة التعاون من اجل التصدي لهذا التهديد الإرهابي، يستدعي اليوم وضع برامج ملموسة لتطوير قدرات البلدان المعنية بشكل مباشر بمكافحة الإرهاب العابر للأوطان، وكذا مختلف الآفات التي تغذيه على غرار الاتجار بالمخدرات، مشيرا في هذا الصدد على أحقية دول منطقة الساحل والتي لم يستبعد ارتفاع عددها في الاستفادة من مساعدة الشركاء لتعزيز قدراتها في مجال مكافحة مختلف التهديدات، التي تحدق أيضا بمصالح هؤلاء الشركاء بالمنطقة. كما أبرز المتحدث أهمية المحاور التي تم اختيارها للنقاش في إطار أشغال اجتماع مجموعة العمل الإقليمية بالجزائر والمتمثلة في دعم التنسيق بين أجهزة الشرطة وتقوية الأمن الحدودي والتعاون القانوني والقضائي ومحاربة تمويل الإرهاب بما فيها دفع الفدية للإرهابيين، علاوة على دور المجتمع المدني والمجموعات المحلية في مهمة مكافحة الآفة، اعتبر السيد بارة في تصريح صحفي على هامش جلسة افتتاح الاجتماع أن العامل الأمني والعسكري لذي يعد عنصرا مهما جدا في مكافحة الإرهاب لا يكفي وحده لاستئصال هذه الآفة، وإنما ينبغي أيضا التركيز على جهود دعم التنمية والحكم الراشد وقدرات الدول على الرد على التهديد الإرهابي وتطوره، ''لا سيما في منطقة الساحل، حيث يبقى تطور هذا التهديد مقلق بالنظر لانتشار الأسلحة بفعل الأزمة الليبية وتنامي ظاهرة احتجاز الرهائن من قبل الجماعات الإرهابية''. وفي سياق متصل أكد مستشار رئيس الجمهورية أن الهدف المتوخى من اجتماع فريق العمل الإقليمي لمكافحة الإرهاب بالساحل على غرار ندوة الجزائر الدولية حول الشراكة والتنمية التي انعقدت في مطلع سبتمبر الماضي، هو توحيد المقاربات حول تطور التهديدات التي يواجهها العالم بشكل عام ومنطقة الساحل خاصة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة أضحت منطقة مركزا للأخطار المختلفة، منها الفقر وانعدام عوامل التنمية إلى ووجود جماعات إرهابية أصبحت لها علاقات مع عصابات الإجرام العام كمهربي المخدرات، بالإضافة إلى تأثيرات الأزمة الليبية على هذه المنطقة. وخلص المتحدث إلى أن المجتمع الدولي يشارك من خلال هذا الاجتماع الجزائر ودول الجوار في تحليلها لخطر الإرهاب بالمنطقة والخروج باستراتيجية موحدة حول كيفية مواجهة هذه التهديدات، مذكرا بما وصفه بالرؤية الثلاثية المعبر عنها من قبل الجزائر حل إشكالية الإرهاب في الساحل، والتي تتضمن التأكيد على قدرة الدول المعنية لمواجهة الآفة دون الحاجة لتدخلات أجنبية، الربط بين قضايا الإرهاب والإجرام العام ولا سيما المتاجرة بالمخدرات وكذا الربط بين المسائل الأمنية والمسائل التنموية.