محمد بن فارس طبيب جزائري، عازف على الكمان، أحد تلامذة الاستاد الكبير سيد احمد سري، حين تطلبه الجمعيات الأندلسية للفن الأصيل تجده حاضرا ليعزف أعذب الألحان، عشقه للكمان يحمل الكثير من الأسرار، حيث يرى أن للكمان سحره في علاج المرضى وضمان الراحة النفسية، حول مشواره الفني وعلاقته الوطيدة بالموسيقى وأمور أخرى تحدث إلينا. المساء: أنت أحد تلامذة الأستاذ سري، ماذا تقول عن شيخك؟ محمد بن فارس: التحقت بالجمعية الموصلية الأندلسية في السبعينات، وكنت تلميذا لدى الأستاذ وعمري تسع سنوات، وبقيت عنده حتى الشباب، هو الوحيد الذي يترجم الموسيقى الأندلسية، ولديه أسلوب بيداغوجي مميز في التلقين، الكثير من تلامذته توزعوا على جمعيات أخرى قدمت بدورها الكثير وهو شيخنا وقليلون جدا أشباهه. كم سنة قضيتها في الموسيقى؟ * لي أكثر من 40 سنة في الموسيقى، فأنا أعزف كهواية فقط، لأن مهنتي الرئيسية هي طبيب ولست الوحيد، فهناك من تلامذة الشيخ من يمارسون مهام مختلفة في مجالات عديدة، إلا أننا نجتمع عندما تحتاجنا الموسيقى. ماذا تمثل بالنسبة لك الموسيقى؟ * إنها تهدئ الأعصاب وتريح الإنسان، كما أنها تساعد على التهذيب وتعليم الطفل الموسيقى في سن مبكر عنصر أساسي في رسم معالم الشخصية، كما انه يتلقن من خلالها الحفظ والنظام وهو الأمر الذي يهيء الأطفال ليصبحوا أشخاصا هامين في المجتمع. 40 سنة في الميدان، كيف ترى وضع الأندلسي؟ * الحمد لله توجد الآن الكثير من الجمعيات الناشطة في هذا المجال، ففي وقت مضى كان عدد الجمعيات الأندلسية قليلا جدا، إلا أن الجمعية الأم الموصلية كانت نشطة جدا، والآن توجد الكثير من الجمعيات في مختلف ولايات الوطن، وهو أمر يدعو للتفاؤل، فالموسيقى الأندلسية انتشرت بقوة، ولم تبقى محصورة في بعض المناطق فقط. ما هي الآلة التي تعزف عليها؟ * أنا اعزف على الكمان. يقال أن للكمان لغة خاصة لا يفهمها إلا المحترفون؟ * أظن أنها مقولة صحيحة، فالإنسان الذي يعزف على الكمان لابد أن يكون صاحب حس مرهف، علاوة على أن العزف على الكمان روحاني، وهو يعبر عن شعوره من خلاله، وهو من أصعب الآلات، إذ لا يمكن للأطفال أن يعزفوا عليه مباشرة. هل تفكر في تسجيل عمل فني بالكمان فقط؟ * لا أظن، لأنها هواية شخصية وأعلمها لأبنائي وأقربائي وفي إطار الجمعية أيضا ومسؤوليتي تقديم رأي للأفراد الذين يتعلمون بالجمعية، ولا أظن أني سأسجل ألبوم عزف. ما هي نصيحتك للجيل الجديد في هذا المجال؟ * أقول للجيل الجديد، الأندلسي فن راق، وأقول للناس عليكم إلحاق أبنائكم بالجمعيات التي ترعى هذا الفن للاستفادة مما لديها فمن الضروري أن يتعلم أطفالنا هذا الفن.