وزير التربية يدعو مديري التربية والولاة إلى تسوية فورية للوضع وجه وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد مراسلة عاجلة إلى مديري التربية عبر كامل التراب الوطني، يحملهم فيها مسؤولية نقص التدفئة بالعديد من المؤسسات التربوية، داعيا إياهم إلى التدخل الفوري واتخاذ التدايبر والإجراءات اللازمة لحل مشكل التدفئة المسجل على مستوى المؤسسات التربوية. واستغرب الوزير عودة هذا المشكل كل سنة رغم الأموال المعتبرة التي ترصدها الدولة سنويا من اجل صيانة المؤسسات التربوية بمختلف أطوارها وتجهيزها بكل ما يجعل ظروف الدراسة عادية ومريحة بالنسبة للتلاميذ والمعلمين. وأكد السيد بن بوزيد في مراسلته المؤرخة في ال 8 من شهر فيفري الجاري، انه '' في كل سنة يعود مشكل نقص التدفئة ليطرح من جديد في العديد من المؤسسات، رغم المبالغ المالية المرصودة الكافية لهذا الغرض والتي تتجاوزه أحيانا، حيث نسجل شكاوى التلاميذ والأولياء وحتى الأساتذة، الأمر الذي أصبح مصدر اضطرابات وتوتر بالمؤسسات التربوية''. ويضيف السيد بن بوزيد في مراسلته، التي وجهت نسخة منها إلى الولاة، أن هذه الوضعية ''تجعل مسؤوليتكم قائمة وكاملة، لا سيما وان تعليمات وجهت لكم مرارا وتكرارا لتسوية هذا الأمر مع المصالح المعنية، بالنظر إلى الاعتمادات المالية المرصودة في ميزانية التجهيز لسنة 2011 - 2012 ''، والتي تتضمن تجهيز المؤسسات التربوية بما فيها التدفئة. وبلهجة مشددة، أضاف وزير التربية في رسالته، أنه ''لا يقبل بتاتا استمرار وتكرار القصور في ضمان التدفئة على مستوى أية مؤسسة تعليمية، خاصة وأن ضمان التدفئة يعتبر شرطا رئيسيا لضمان تحصيل دراسي عادي ومكوث مريح ولائق لأبنائنا في مدارسهم أثناء فترات البرد، لذا أطلب منكم الشروع فورا في التدابير والإجراءات اللازمة بالتنسيق مع المصالح الولائية لتوفير التدفئة الوظيفية على مستوى كل المؤسسات كل على مستواه، ومعالجة العراقيل المادية والتنظيمية التي قد تعيق وتعطل سيرها العادي والمتواصل خلال طيلة الفترة الباردة للموسم الدراسي''. نفس الملاحظة كان وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد قد وجهها خلال السنة الماضية إلى رؤساء البلديات والمسؤولين، حيث دعاهم إلى ضرورة توفير التدفئة داخل المدارس ووعد بإيفاد لجان مراقبة مكلفة بالتفتيش كل شهر حول الأوضاع الداخلية للمدارس. وموازاة مع تعليمة وزير التربية الوطنية، دعا من جهتهم مختصون في التربية، وزير القطاع إلى إيفاد فرق خاصة وبصفة دورية إلى جميع المؤسسات التربوية الابتدائية والمتوسطات والثانويات قصد معاينة وضعية هذه المرافق، لا سيما أقسام الدراسة، للتأكد من مدى جاهزيتها وملاءمتها لاستقبال التلاميذ والعمل على ضمان ظروف الدراسة العادية من بينها التدفئة. كما دعا هؤلاء إلى ضرورة تشديد الرقابة واعتماد صرامة أكثر من طرف الوصاية إزاء المسؤولين المحليين ومديريات التربية والمفتشين المقصرين في أداء دورهم تجاه المدارس، وذلك رغم الأموال التي ترصد سنويا بغرض تحسين وضعية المؤسسات التربوية وجعلها تساهم في تحقيق تحصيل علمي جيد ونتائج ايجابية. وكان السيد بن بوزيد قد تحدث مؤخرا وبلهجة مشددة عن وجود مسؤولين يتسببون في سوء التسيير غير العقلاني داخل المؤسسات التربوية، ولم يخف أن موجة البرد القارس وسقوط الأمطار فضحا إلى حد كبير سوء تسيير المسؤولين، نتيجة شكاوى عدة رفعتها الأسرة التربوية من أجل توفير التدفئة والوقود داخل المدارس، لا سيما منها في المناطق الداخلية من الجزائر العميقة. خلايا أزمة للمتابعة اليومية للتمدرس من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة، أن مصالح وزارة التربية الوطنية وجهت كذلك مراسلة ثانية إلى مديري التربية بالولايات التي شهدت انقطاعا في الدراسة واضطرابات في التمدرس بسبب سوء الأحوال الجوية وتساقط كميات هائلة من الثلوج، والتي انجر عنها غلق العديد من المؤسسات التربوية، دعتهم فيها إلى إنشاء خلايا أزمة للمتابعة اليومية لتمدرس التلاميذ تضم رؤساء مصالح التمدرس، البرمجة والمتابعة والموظفين، فضلا عن مطالبتهم بالتنسيق مع رؤساء المؤسسات التربوية المعنية واللجنة البيداغوجية الولائية، باقتراح برنامج استدراكي لتدارك الدروس المتأخرة يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل منطقة وكل مؤسسة تربوية. ومن السير الحسن بالمدارس التي تتواصل الدراسة بها رغم الأحوال الجوية المتردية، وجهت وزارة التربية الوطنية تعليمة إلى مديري التربية تدعوهم إلى اعتماد الليونة مع غيابات التلاميذ والأساتذة، وضمنتها كيفية التعامل في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها بسبب سوء الأحوال الجوية، وأكدت الوصاية على أهمية أخذ مصلحة التلاميذ بعين الاعتبار بالدرجة الأولى. للإشارة، فإن وزارة التربية الوطنية أحصت 14 ولاية على المستوى الوطني أجلت بها الدراسة بسبب التساقط الكثيف للثلوج، حيث لم يتمكن الأساتذة والتلاميذ من الالتحاق بمؤسساتهم التربوية بسبب انقطاع الطرقات الولائية والوطنية وعزل العديد من القرى.